إن الوجود الإسرائيلي المعترف به دوليا أتى من ممارسات الدول العربية التي احتضنت إسرائيل بالعلاقات غير المعلنة والمعاهدات الدولية التي وقعتها مع الكيان الصهيوني بدءا من معاهدة السلام واتفاقية أوسلو، ومنذ وجود هذا الكيان الصهيوني وسط الدول العربية بدأ ينفذ مخططه الوجودي بالعلاقات بين الدول العربية سواء علاقات علنية أو غير علنية ونجحت هذه العصابة الغاشمة في إثبات وجودها بين الدول العربية التي تخاذلت لدرجة انها لم تحرك ساكنا رغم حصار الدولة الفلسطينية وقتل أبنائها يوميا ووصفت مقاومة هذا الشعب الكيان الصهيوني بالإرهابي الذي يدافع عن بلده وأبنائه نتيجة لعدم التوحد العربي والاستسلام والتفكك في تلاقي المصالح العربية، وبعضها بين الدول العربية وبعضها البعض وفرض سياسة الأمر الواقع والمصالح الأحادية المزعومة، فقد أعلنت أكثر من دولة تطبيعها مع إسرائيل ظنا منها أن هذا التطبيع يخدم القضية الفلسطينية، وهو ما يعد بالسراب الذي لا يتحقق مزاعمه أبدا، فدولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لأخذ دور ريادي وفاعل في المنطقة العربية وذلك استقواء بأميركا وإسرائيل، وأعلنت تطبيعها مع الكيان الصهيوني وذلك خوفا من فزاعة تهديدات إيران للدول العربية، ومن بعدها مملكة البحرين أعلنت هي الأخرى تطبيعها مع الكيان الصهيوني وكـــثير من الدول العربية تفكر في انتهاج هذا النهج.
ولكن هذا التطبيع لا يخدم الدول العربية، بل إن هذا المسار يصب في الاعتراف بالدولة الإسرائيلية وعاصمتها القدس ولا يخدم القضية الفلسطينية ونهاية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المغتصبة منذ عام 1948، وأصبحت دولة الاحتلال معترفا بها دوليا بسياسة الأمر الواحد، وأيـن المصالح التي تأتي من هــذا الكــيان الصهـيوني الذي استباح الأرض والعرض إلا تحقيق مصالحه الشخصية والغرف من الثروات العربية، وذلك بمساعدة أميركا وأصبحت إسرائيل لها متنفس بين الدول العربية.
وما يزيد الطين بلة أن التطبيع يفرض أمرا واقعا وهو أن القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك ما أعلنه الرئيس ترامب ولم تحرك الدول العربية ساكنا، بل أدانت فقط، .
(حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه).
[email protected]