لقد اختص الله سبحانه وتعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم بنفحة من كرمه وهو شهر رمضان المبارك الذي يغفر فيه الذنوب والخطايا وتقبل الرحمات وتعتق الرقاب من النار، فهذه الأمة هي خير الأمم كرمها الله تعالى بحبيب الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي علمنا وأرشدنا من الظلمات إلى النور، وها نحن قد مر بنا شهر رمضان الكريم ولم يتبق منه إلا العشر الأواخر منه، وهذه أيام لا يضاهيها أيام ففيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، هذه الليلة التي انزل الله فيها القرآن الكريم الذي هو نور ودستور الأمة والمعجزة التي شرفنا بها بين الأمم، وهذه العشر اختلفت عن سابقتها من الأعوام السابقة، إن جاءت في زمن انزل الله ابتلاء على البشر وبجند من جنوده، وهو فيروس كورونا، الذي عجزت فيه كل العقول وكل القوى التي ظنت أنها لا يقدر على علمها احد ولا يستطيع احد أن يهزمها، وأثبت الله تعالى لهم بهذا المخلوق الذي لا يُرى بالعين المجردة أن قدرة الإنسان لا شيء أمام قدرة الله سبحانه وتعالى.
فإذا أردنا أن يرفع الله هذا البلاء عنا فنغتنم نغمات العشر الأواخر من رمضان في الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى يزيل عنا هذا الابتلاء، فهذه الأيام لا تتكرر في العمر إلا مرة واحدة، فيجب علينا أن نضع نصب أعيننا أنه لا ملجأ لنا من هذا إلا بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى في ظل عجز العالم عن إيجاد حل وعلاج ومصل لهذا الوباء، فيجب أن تعود الحياة إلى طبيعتها وان نتخذ كل الاحتياطات اللازمة للحد من انتشاره، لاسيما ان هذا الفيروس غير مميت بطبيعته بدليل نسبة الشفاء المرتفعة بين الذين قد أصيبوا بهذا المرض كغيره من الفيروسات التي قد تصيب الإنسان وقد تؤدي إلى وفاته إذا أهمل علاجها، فالتعايش مع هذا الفيروس هو الحل، فالله سبحانه وتعالى جعل فينا جيشا يقاوم هذه الفيروسات اسمه جهاز المناعة، فبدلا من أن نبحث عن العلاج للفيروس يجب أولا أن نقوي جهاز مناعتنا والابتعاد عن أي شيء يضعف هذا الجهاز.
ليالي العشر الأواخر من رمضان، وهي أفضل ليالي العام، وفيها ليلة القدر، عن ابن عباس (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال: أنزل القرآن في ليلة واحدة من الذكر الذي عند رب العزة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم جعل جبريل ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم.
خير ما يقال في رمضان فهل نقولها بتيقن أم هناك خير من هذا الكلام لنتوقف عن كل كلام لا معنى له ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في العشر الأواخر لنكسب من هذا الضيف فإنه سريع المغادرة ومن أضاعه أضاع الكثير، اللهم ارحمنا واغفر لنا واهدنا الصراط المستقيم.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
[email protected]