المعروف عن اليابان أنها بعد انتهاء الحروب والمشاحنات الداخلية كان أول قرار للإمبراطور ميجي الياباني عام 1868 هو إلغاء الطبقية وتوفير حق المنافسة لكل فرد من افراد المجتمع، فالمولود في أغنى العائلات يتنافس مع أدنى طبقات المجتمع، وهذا ما يحدث منذ ذلك الوقت إلى الآن، وهو من الركائز الأساسية لتطورها.
بينما في غالب الدول العربية بما فيها الكويت نجد أن الأشخاص قد يجتهدون ويقومون بالعديد من الأبحاث ليرتقوا مركزا عاليا، وفي النهاية يأتي شخص متنفذ فيحتل المنصب دون تعب أو مجهود ويذهب جهد المجتهد خلال سنوات طوال هباء، فالتنافس في الدول العربية ليس له أي علاقة بالمهارات والاجتهاد بل هو تنافس اجتماعي بشكل أكبر، حيث إن الكل يبحث على أن يكون من طبقة اجتماعية ذات مستوى رفيع حتى يستطيع الحصول على المراكز المهمة، وبالتالي تموت روح التنافس لدى كل الموظفين ويحدث التسيب لأنهم يعلمون أنه لا طائل من جهودهم وأنه سيأتي شخص بالواسطة ويأخذ كل شيء دون أدنى مجهود.
بمعنى آخر ان أردنا المقارنة بين التنافس في اليابان والتنافس في الدول العربية نجد أن نقطة الصفر عند الياباني هي صفر فعلي لأن البيئة اليابانية توفر له كل شيء، بينما عند العربي هي ناقص عشرة، فإن بذل كلاهما نفس المجهود يحقق الياباني إنجازا سريعا ويصل مثلا إلى موجب عشرة، بينما العربي مع نفس المجهود بدل من أن يكون قد وصل إلى عشرة يكون عند الصفر الياباني وما زال أمامه عمل شاق حتى يتخطى ذلك ويصل إلى حتى خمسة وليس عشرة.
٭ الخلاصة أن القضاء على التنافس داخل أي مجتمع هو قضاء على المجتمع نفسه فلا تطور دون منافسة شريفة.