ليس القصد بالرنج هو السيارة، وإن كان لها نصيب في المعنى، إنما القصد هو سمك الرنجة، تلك سمكة صغيرة يقارب حجمها لـ «الميد»، يعشقها اليابانيون ويقدمونها بطرق طبخ مختلفة مقلية أو مشوية، وكانت بالسابق قبل اكتشاف الثلاجة ومازالت تجفف وتخزن لتأكل في أي وقت، وعادة يأكلونها مشوية في الصباح مع طبق من الأرز الياباني والبيرة، وهذا يعتبر من أنواع الفطور الكلاسيكية لديهم، ويكثر أكل هذا الفطور في أيام العطل.
وللرنجة استخدامات أخرى، فيستخدمها الصيادون لتضليل كلاب الأثر ومنعهم عن اصطياد فريسة معينة، فعند تجفيفها بشدة بالنار يتغير لونها ليصبح قريبا من الأحمر أو الوردي الغامق فتصبح ذات رائحة زفرة شديدة، تجذب الكلاب وتبعدهم عن فريستهم، فحتى المجرمون الهاربون من كلاب الأثر يرمونها خلال هربهم حتى تتبع الكلاب رائحتها وينجون بجريمتهم.
من هذا الفعل أخذت إحدى المغالطات المنطقية اسمها وهو «مغالطة الرنجة الحمراء»، والمقصود بها التضليل في الحديث، فعندما يكون الهدف من الحديث شيء يطرح أحدهم موضوعا آخر مختلفا فينصب الحديث عليه ويخرج من الإطار المخصص له، دون أن يفهم أحد المراد من الحديث أو طرح الحلول للمشكلة.
هذا بالضبط ما يحدث في مجلس الأمة، تجد أن هناك قوانين مهمة يجب النظر فيها وحلها فيخرج أحدهم بهدف لفت الأنظار عن المشكلة الرئيسية، فيطرح موضعا يجذب عاطفة الناس كالمواضيع الطائفية التي تجذب انتباه المراقبين بسرعة وتنسى المشكلة الرئيسية أحيانا وأغلب الأحيان لا تعرف المشكلة حتى لغير المهتمين بها.
المتابع للشأن السياسي الكويتي يعرف أن الكل يعرف المشاكل التي يعاني منها المواطن وأن أغلب هذه المشاكل سهلة الحل، لكن يستخدم بعض السياسيين هذه الطريقة لتشتيت المواطنين عن مشاكلهم الرئيسية لهدف في قلوبهم، وتتراكم المشاكل وينجح السياسي في تأجيل الحلول وتصبح المشكلة أصعب والوضع العام كذلك.