في سنة 2020، وتحديدا في شهر مارس كنا على استعداد لأن نواجه الحكومة في البرلمان الطلابي ونشاركهم رؤية طلابية هادفة للارتقاء والتقدم في التعليم، إلى أن اجتاح العالم جائحة فيروس كورونا ما أدى لإلغاء وتأجيل كثير من الأمور في الدولة، لكننا مازلنا نحمل هم التقدم والسباق إلى أعلى مراتب التعليم العالمي من خلال دراسات قمنا بها أنا وبعض الزملاء تغير هيكلة المنظومة التعليمية والتربوية من معلم ومتعلم جذريا بأفكار جديدة وأساليب مبتكرة يرن صوت صداها في العالم وتواكب خطة الكويت بتحويلها إلى مركز تجاري مالي عالمي وتعزيز التعليم بسقف عالمي بنهضة حضارية وبيئة خصبة وبوقفة جادة يمكننا إعداد جيل يمتلك معرفة ومهارات لا يمكن اكتسابها عن طريق التعليم التقليدي وإنما...
٭ وإنما في الحقيقة كانت هذه مقدمة بيان البرلمان الطلابي والتي تبين الأساليب الحديثة والمبتكرة في التعليم لإنشاء قواعد خصبة والكثير من الخطط غير المسبوقة، والآن حارت الحروف من شاب متحمس يؤمن بقدرات هذا الجيل وعطائه، يفاجأ بنزوح جامعته (جامعة الكويت) من التصنيف العالمي رغم أن تكلفتها مليار و600 مليون دينار بما يعادل 5 مليارات دولار، وهو مبلغ كفيل بأن تبنى جامعات خارج كوكب الأرض، ويصرف 2.4 مليار للتعليم بشكل عام، ورغم ذلك نتسابق على المراكز الأخيرة، وبأسف شديد رغم الأرقام الفلكية نكون في ذيل التعليم العالمي وفق إحصائيات (QS) 2021، وأضف إلى ذلك أن خريجي البعثات الخارجية والحاصلين على الشهادات الجامعية لا يملكون الفرص المناسبة للعمل، لذا فنحن أمام منظومة جذورها خاطئة لا تجيد إدارة التنسيق والتخطيط.
٭ كيف لنا ألا نيأس ولا نحبط ونحن في دوامة الفشل الإداري للجهاز الأكاديمي، يجب أخذ التدابير ورسم سياسة واضحة، وفتح المجال أمام جميع المتخصصين والمهتمين وأهل الميدان للمشاركة في سياسة التعليم، فنحن جميعنا في مركب واحد، وعلينا جميعا الإخلاص والعمل الجاد للوصول إلى بر الأمان.
٭ الخلاصة هنا ليس التذمر وإنما في باطن هذا المقال تمهيد لما نسعى إلى طرحه مستقبلا حول سياسة إدارة هذه المنظومة وكيفية تسخير مواردها لخدمة الكويت.
٭ ملحوظة: الإحصاءات المذكورة مقتبسة من مقال نشره د. طارق الدويسان بعنوان «جامعات الكويت بين الحقيقة والتضليل».