فليسمح لي الكاتب المبدع والملحن الأستاذ يوسف الشطي أن أقتبس عنوان مقالتي هذه من أغنيته الشهيرة «يا بلادي» والتي تغنى بها الفنان الكبير نبيل شعيل برعاية شركة زين للاتصالات.
ترتقي مشاعر حب الوطن والانتماء له إلى مصاف أسمى الأحاسيس والمشاعر الإنسانية وهي من أخلاق الأنبياء عليهم السلام الذين قرنوا حب الوطن بالإيمان، ولا يخفى عليكم أن جزءا من سعادة الإنسان يأتي من سعادة وطنه ورفاهيته ومجده.
أقول إن شهر فبراير بالكويت هو أجمل شهور السنة بشهادة مواطنيها ووافديها على حد سواء لأنه «خفيف على القلب» بأيامه، ومميز بطقسه الربيعي، وازديانه بشعاعين من نور هما عيدا الاستقلال والتحرير، أدام الله على الكويت استقلالها وحريتها.
ففي كل فبراير مضى علي أرى بلدي أجمل وأكثر إشراقا حتى أكاد أجزم بأن الاحتفال بالمناسبات الوطنية بجميع الدول في كفة وفي بلدي كفة أخرى، فالكويت مختلفة بإنسانيتها وبعطائها وفي شفافيتها ووضوحها، الكويت مختلفة في أناسها الذين مهما اختلفت مشاربهم يتوحدون في حبها ومهما علا صوت اختلاف وجهات نظرهم يرجعون لها وينتمون، فالكل يحبك يا كويت وان اختلفت طريقة التعبير عنده، لم لا وانتماؤنا لك وحدك وما تسطر من قصص الولاء والفداء بالروح أيام الغزو الغاشم- لا أعاده الله- ليست ببعيدة؟!
لم لا ننتمي لك يا كويت ولا يرى أي منا فرقا بين حاكم ومحكوم وكلنا تحت راية الدستور سواء؟!. لم لا نحبك يا كويت وانت التي أعطيت ببذخ لأبنائك وأصدقائك وكل من استطعت أن تمدي له يد العون والمساعدة حتى اقترن اسمك بالأعمال الإنسانية والخيرية في أي محفل دولي؟!
لقد أعطتنا الكويت البسمة وحرية الكلمة والرأي ولا يجد أي منا طريقه لرد عطائها إلا بترجمة حبه وولائه لها بالعمل والعمل الصادق فقط، فحسن النوايا المدفون بين حنايانا يعلمه الله فقط لا بد أن يقرن بالعمل.
حماك الله يا كويت وأطال الله في عمر أمير الإنسانية الوالد القائد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، تاجا فوق رؤوسنا وهو الذي جعل الكويت تلك الدولة الصغيرة بمساحتها القليلة بعدد سكانها كبيرة في تأثيرها، حتى انتشر عطر عطائها في جميع أركان العالم، فاستحق بلا منازع لقب أمير الإنسانية قولا وفعلا.
إنك الخز الموشى بالذهب وأنت والله في عيني عروس الدنيا وستبقين عروسا ما شاء الله لي أن أبقى.
أدام الله بلدي وأبناء بلدي ولا أدام الكارهين له.