عندما قرر الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش شن الحرب على نظام صدام حسين في العام 2003 كان موقف الدول العربية مثل الذي وضع يده على خده ويتفرج على فيلم اكشن اميركي! الا بعض المحاولات السعودية التي كان يقودها السفير السعودي الأسبق بندر بن سلطان، وكانت وجهة نظره أن يتم التغيير من داخل النظام العراقي، لأن سقوط النظام بالكامل سيؤدي لاحتلال إيراني أبيض من غير تدخل عسـكري.
الإيرانيون عندما ايقنوا بحصول الحرب وزوال نظام صدام حسين، تحركوا بكل امكانياتهم وجمعوا حلفاءهم وعملاءهم من كل مكان في العالم، وسوقوهم عالميا بأنهم البديل الافضل لصدام حسين، ونجحوا في ذلك، واستطاعوا ان يبعدوا كل من يخالفهم او يرفض الانصياع للرغباتهم من المشهد.
على مدى الـ 12 عاما الماضية احكمت إيران سيطرتها المطلقة على العراق بمساعدة مناديبها في الحكومة العراقية، منها 8 سنوات حكم نورى المالكي، أوفى وأكثر المناديب قربا لإيران، واستطاع خلال سنوات حكمه ان يفرض سيطرة ايران بالكامل على جميع الأراضي العراقية، تقدر خسائر العراق في عهد المالكي بألف مليار دولار تبخرت من الميزانية العراقية من غير سند أو انجاز أي مشروع خدمي أو تنموي، وعندما خرج العراقيون بمظاهرات في فبراير 2011 أيام الربيع العربي طلب منهم مهلة 100 يوم للإصلاح، وانقضت 4 سنوات من وعده ولم يتحقق شيء من وعوده، ووصف المتظاهرين في المناطق السنية بأنهم جيش يزيد في محاولة منه لخلط الأوراق واستمالة المكون الشيعي الذي اطلق عليه جيش حسين، المالكي متهم الآن في العراق بتسليم الموصل لـ«داعش».
من جديد خرج العراقيون يطالبون بالإصلاح ومحاسبة كل الفاسدين في «آب اللهاب» كما يطلق على شهر اغسطس في العراق، خرجوا في كل المناطق العراقية وهم يحملون شعارات لأول مرة تقال بعد حرب 2003، باسم الدين «باكونا» سرقونا الحرامية، والمطالبة بخروج ايران من العراق، ولأول مرة المتظاهرين الشيعة يرفعون شعارات احتجاج ضد رجال الدين والمراجع.
وما تقوم به حكومة العبادي من تصريحات بالإصلاح ما هو الا ذر الرماد في العيون، لقد استشعرت ايران الخطر واعطت العبادي اوامر باتخاذ بعض الاجراءات المسكنة للغضب الشعبي الذي عم كل العراق لكي تحافظ على وجودها.
[email protected]
dmalhajri@