مما لا شك فيه أن النائب السابق وأمين عام حركة العمل الشعبي مسلم البراك رجل دولة وسياسي محنك ذو مواقف مميزة في الدفاع عن حقوق المواطنين والمحافظة على المال العام ويحظى بإعجاب الكثيرين نظرا لتميزه وشخصيته ومواقفه الكبيرة وحبه لوطنه وشعبه، وقد دفع ثمن مواقفه ومبادئه الصلبة الشجاعة في الدفاع عن المكتسبات الوطنية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحته لأوجه الفساد الحكومي والاعتداء على الأموال العامة، وفي خطابه الأخير بعد خروجه من السجن قد وضع مبادئ تصالحية في إطار سياسي وكان خطابه الخطوة الأولى وبثبات لمصالحة وطنية مطلوبة وقد رسخ فيه المواطنة والحفاظ على المكتسبات الشعبية متمسكا بالدستور كمنهج لكل عمل سياسي وقد اعترف وبشجاعة في خطابه المميز والعقلاني بوجود أخطاء سابقة ارتكبتها المعارضة ويجب العمل على تفاديها وفق مفهوم يصب في مصلحة البلاد، وأشار في خطابه بالحس الوطني والولاء عندما قال: انه لو تعرض نظام الحكم للخطر لنزل إلى الشارع للدفاع عنه وهذا منهج كل مواطن شريف ومخلص يحب وطنه وقيادته.
في الوقت الحالي وبعد خطاب مسلم البراك يجب تحكيم العقل والمنطق ولا بد من وجود مصالحة وطنية شاملة تنهي هذه الأزمة السياسية بين المعارضة المتزنة والحكومة ويجب العمل بجهد من أطراف تتحلى بالثقة والمبادرة والعقل في محاولة لتحقيق تلك المصالحة المطلوبة، وهي مسلم فيها ورغبة شعبية ووطنية.
وروى الطبراني عن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك».
في ظل الظروف الإقليمية السياسية الملتهبة وخطر الإرهاب والعنف، يجب أن تكون هناك همسة وطنية إلى الحكومة والمعارضة وهم بكل ثقة ذوو رأي سديد وفكر رشيد ندعوكم فيها إلى المصالحة والتسامح لمصلحة الكويت الغالية وشعبها العزيز ونأمل أن تكون في الأيام القليلة القادمة بادرة خير مرتقبة.
[email protected]