ضاري المطيري
التكفير حكم شرعي يترتب عليه أحكام كثيرة، ومن أبواب الفقه ما يسمى باب الردة، فالمسلم لا يرث الكافر ولا يورثه ولو كان أباه، وفي عقود النكاح لا تزوج المسلمة التقية كافرا غير مسلم، فالفروق والأحكام كثيرة، حيث لو سقتها كلها ما انتهيت.
لكن لهذا التكفير ضوابط في اطلاقه كما ان له توابع بعد انزاله على مستحقيه، وليعلم ان أهل العلم الربانيين المحيطين بمآلات الأمور هم من توكل لهم هذه الأحكام، ويأتي بعدهم أولو الأمر في تطبيقها كحد الردة او غير ذلك، وليست هذه الامور مفتوحة للعامة او المتهورين المتحمسين من الشباب، ويجب ادراك القاعدة الشرعية وهي (ان ليس كل من ارتكب الكفر فهو كافر) اي حتى يتأكد من زوال موانع التكفير كالجهل، وان في الشريعة تمايزا بين التكفير العام الذي يحسنه الكثير وتكفير المعين الذي يختص بالعلماء وولاة الأمر.
فما ظهر من ارهاب للآمنين وقتل للمسلمين وعدم التفريق بين الأطفال والنساء ما هو الا نتيجة الجهل المطبق في مثل هذه الأحكام، وما نتج بعد ذلك من وصم الاسلام بالإرهاب ولأتباعه بحبهم للقتل ليزيد الحسرة والألم في القلب، فنشأت تلك الفرقة التي عاثت في الارض الفساد وهم خوارج هذا العصر، فلا شك في ان تقتل بغيا وعدوانا اهون بكثير من ان يستباح دمك فيحلل قتلك وان لم تقتل حقيقة، لكن رغم ان أمثال هؤلاء قلة واتباعهم في انحسار إلا ان الإعلام روج لهم واعطاهم بعض الهالة.
وللأسف ان يأتي بعض من لا يفقه في الدين قدر أنملة محاولا معالجة الأمر بطريقة فيها تمييع للدين، فيشكك في تكفير من كفرهم الله في صريح القرآن كما في قوله: (لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة)، وما يدرون انهم بهذا الأمر يزيدون الفئة الضالة حجة وذريعة لسفك دماء المستأمنين من الكفار لكونهم قرروا من حيث لا يشعرون ان التكفير يعني القتل وليس شيئا غير القتل، فيكون الحال (يبي يكحلها عماها)، فيرد عليهم ان يقال ان لم يكن من يقول بالتثليث كافرا ومن يقول يد الله مغلولة ليس بكافر فمن هو الكافر إذن؟ وما تعريف الكفر وما هي ضوابطه؟ وبالمقابل تجد من هؤلاء للأسف لمزا لاخوانهم من الدعاة بالكفر والنفاق بوصفهم بالمتأسلمين والعمل على التشكيك في النوايا التي لا يعلمها إلا خالقها، فحسبي الله ونعم الوكيل.