ضاري المطيري
القبلي دخل المجلس بكسر القانون وعبر «الفرعية»، والليبرالية «تبي» تدخل المجلس بتجاهل الضوابط الشرعية لقانون انتخاب وترشح المرأة، فالأول «يلف» ويلعب بالمسميات ويقول «تشاورية مو فرعية»، والثانية لوت عنق القانون وزعمت أن لباسها للتنورة الطويلة التزام بالضوابط الشرعية، والنتيجة بحسب حكم الساحة 1-0 لصالح الفريق الليبرالي العاشق للقانون بزعمه.
بعض الإسلاميين انتظروا إفرازات «الفرعيات» لتحديد الأسماء المنتمية إليهم والموافقة لهم في الفكر والنهج لدعمها انتخابيا، والليبراليون يصوتون لابن «الفرعية» لمنصب نائب الرئيس، فالإسلاميون يرونه واقعا يجب التعامل معه، والليبراليون يرونه أخف ضررا من التصويت للإسلامي، والنتيجة أيضا ترتفع لتكون 2-0 لليبراليين المنسجمين مع أنفسهم، زعموا!
القبليون يطالبون بإلغاء قانون تجريم «الفرعيات»، والليبراليون يطالبون بإلغاء قانون منع الاختلاط في الجامعة، وكلا الفريقين يتذرع بأن القانون المراد إلغاؤه غير دستوري ومصادر للحريات، والنتيجة تصبح 3-0 أيضا للفريق الليبرالي المحافظ على وقت المجلس، زعموا!
بعض الإسلاميين يـــودون التحدث عــن الفروق العقائدية والفقهية بـين السنة والشيعة مــن بــاب (إنما عليك البلاغ)، والليبراليون يصبحون ويمسون على التشكيك في ولاء «الإخوان» ووطنية «السلف»، فالتيار الأول يشق الوحدة الوطنية ويدعو للطائفية، والثاني يوزع صكوك الوطنية بمزاجه ويقسم المجتمع بهواه، والمحصلة كالآتي 4-0 لليبراليين العقلانيين، زعموا!
التجمع الإسلامي السلفي يشارك في الحكومة بالوزير أحمد باقر تحت ضوء الشمس، والتحالف الوطني يشارك بعدة وزراء أحدهم ليبرالي الهوى، وآخر انفصل عن التحالف قبل ساعات من توزيره، وآخر، وآخر، فالأول يعترف بمشاركته ويراها تعاونا بناء ويؤكد أن مشاركته لا تمنعه من الدور الرقابي، بينما الثاني يرى أن الحكومة مختطفة من التيار الإسلامي وينكر مشاركته ويعتبر وزراءه المحسوبين عليه في الواقع مجرد كفاءات في حين يعتبر الوزراء الآخرين نالوا الوزارة بالمحاصصة، وللأسف حَكَم الساحة يتغافل كعادته ويحتسب هدفا خامسا لليبراليين.
التجمع السلفي، بعكس الإخوة في «حدس»، التزموا الفتاوى الشرعية في قضية ديون المواطنين قبل الانتخابات الماضية وفي المجلس 2008 وإلى الآن لم تتغير مواقفهم ولم يستسلموا للضغوطات، وذلك انسجاما مع مبادئهم، بينما «انتقالية المنبر الديموقراطي» تقول ان البرنامج الانتخابي الصادر باسم «المنبر» يمثل مشروع برنامج، وهو غير ملزم لمرشحي «المنبر»، وقد لا يعبر عن مواقفهم، خصوصا في قانون الاستقرار ومعالجة ديون المواطنين، لكن الحَكَم هذه المرة وبسبب قذف الجماهير له بـ «بطول الماي وغواطي البيبسي استحى على وجهه شوي»، واحتسب ضربة جزاء لـ «السلفي»، أخيرا.. ولكن وقبل أن تتم ضربة الجزاء أطلق الحكم صافرته معلنا انتهاء المباراة 5-0 لليبراليين، «شرايكم» في ظلم مثل هذا؟! تدرون من هو حكم الساحة هذا؟ حكم الساحة هو كل كاتب صحافي ومحلل سياسي ومتابع جيد للأحداث لم يتق الله في كلمته، والله يقول (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا).