يقول الله سبحانه وتعالى (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون).
ويقول سبحانه: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا).
هذه المقدمة ضرورية لما أخذ يصلني من «بلاوي» وتساؤلات وأيضا استفسارات حول الترويج لأدوية «غير» معتمدة مضادة للسمنة او الترويج الدعائي التجاري لأدوية اخرى «معتمدة» وهذه الاخيرة المفروض ان يتم وصفها ضمن شروط وإجراءات وتقييم طبي وخطوات، وكذلك إجراءات قانونية ثابتة في بروتوكولات التقييم والمتابعة والعلاج، وهذا كله هو العمل الأساسي لاستشاريي الغدد الصماء، اما التخصصات الأخرى فعليهم ان يتحركوا في المهنية الأخلاقية وعدم التدخل في وظيفة الآخرين ما داموا «لا» يحملون شهادات بها وأيضا هذا الامر ليس من عملهم وخارج مجال شهاداتهم.
ليست المسألة «هبة» او «موضة»، ان المسألة طبية دوائية مهنية فنية مرتبطة مع تخصص طبي دقيق وشهادة «معتمدة»، وسنوات خبرة وعمل متواصل.
ان المرشحين لأخذ ادوية السمنة يشمل مرضى معينين ضمن كتلة شحمية محسوبة عبر معادلة علمية، بالإضافة الى وجود امراض مزمنة «مصاحبة»، والمرشحون يكونون قد فشلوا في تنزيل اوزانهم، بعد تغيير نمط حياتهم وممارستهم الرياضة «الحقيقية»، والرياضة هنا لها تعريف علمي، وأيضا التزموا بـ«النظام الغذائي الصحي» لفترة لا تقل عن ستة أشهر مع فني تغذية معتمد، ضمن مراجعات ومتابعات مع طبيب الغدد الصماء وفني التغذية، وأيضا هناك حالات تحتاج الى علاج سلوكي يتعلق بنمط الحياة.
وأيضا قرار البدء بأي علاج دوائي للسمنة يختلف من شخص الى آخر حسب الحالة والتاريخ المرضي ضمن تقييم المخاطر والفائدة من أي علاج دوائي «معتمد» للسمنة.
وعند اختيار اي عنصر دوائي يجب الاخذ في الحسبان الامراض المرافقة للسمنة مع المريض والعوارض الجانبية للدواء، ولا يتم ترك المريض بل تستمر متابعة مستوى نزول الوزن الذي يجب ان يكون ضمن الحد المطلوب المكتوب في البروتوكول العلاجي وإيقاف الدواء عند الفشل او المضاعفات وأيضا هناك ادوية يجب ايقافها عند الحمل، وهناك أمور مهنية فنية أخرى كثيرة لا ينبغي تبسيطها من خلال ترويج تجاري دعائي بواسطة صناعة فيديو لغير المتخصصين وان كانوا أطباء في مجالات اخرى.
لان هناك في الحياة الوظيفية عند الأطباء مسألة «التخصص» وهو امر فني بحت وكذلك منطقي ومسألة تجاوز الاختصاصات مسألة خطيرة، وتضر المرضى وأيضا تضع المخالفين من الأطباء في موقع غير «محترف» امام زملائهم، وكذلك تجعلهم تحت المساءلة الجنائية والتدقيق القانوني في حال تمت متابعتهم من أجهزة الدولة او تم تحريك الشكاوى عليهم من المرضى المتضررين.
ان مسألة السمنة والكلام عنها والنقاش حولها هي من صميم اختصاص الغدد الصماء، وهناك جوانب فرعية يتناولها فنيو التغذية وأيضا جانب «وقائي مهم» مرتبط بتخصص الصحة العامة.
اما دخول الحابل بالنابل ومن يريد الكلام بلا حسيب ولا رقيب، وخاصة في مجال «ادوية السمنة»، فهنا الرأي لأطباء الغدد الصماء أصحاب الشهادة وكذلك ضمن حركة وظيفية فنية مرجعيتها تستند إلى البروتوكولات العالمية الثابتة احصائيا ضمن الطب الحديث المبني على الدليل العلمي.