هذا هو حال الوضع السياسي في البلد هذه الأيام قبض ونبض، وها هم ممثلون الأمة أصبحوا فريقين (فريق قبض وفريق نبض) ففريق القبض قسمان أيضا بين من هو مكشوف للأمة ومن هو يحمل الدهاء السياسي، فالمكشوف هو من يقبض ومواقفه الحكومية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فهو مرتم في أحضان الحكومة معها في الخير والشر، فمواقفه على حسب كم يقبض وماذا يقبض، فقد يقبض أموالا وقد يقبض مناصب وقد يقبض مناقصات وقد يقبض أشياء عينية كالعقارات والمزارع وغيرها فهو في كل حالاته قابض ولكن من يد الحكومة، والقسم الآخر من القبيضة كذلك يقبض ولكنه ليس من الحكومة وإنما من الطرف المعارض للحكومة فتشتد معارضته للحكومة ويصرح بإسقاطها وإسقاط رئيسها وهو قابض ولكن من الطرف الذي يريد إسقاط الحكومة ورئيسها، فهم في الإثم والأمر سواء، ولكن الأخير يسمى معارضا وقابضا والأول يسمى حكوميا وقابضا والشعب منخدع بهذه السياسة الخبيثة. ولكن هناك نوعا آخر ممن يمثل الأمة ولكنه لا يقبض ولكن قلبه ينبض بحب هذا البلد فمواقفه المعارضة من أجل هذا الوطن، فهو لا يعرف القبض بجميع أشكاله لأنه يرى أنه رشوة وإن اختلف الطرف المعطي وإن اردت فسمه (الراشي) فهذا الذي قلبه ينبض بحب الوطن لا تختلف مبادئه ولا قيمه لأن الرؤيا والهدف لديه واضحان، فهو يراقب ربه ولا يسمي الأمور بغير مسمياتها فالرشوة رشوة وليست هدية، والتخاذل تخاذل، والخداع خداع، والفساد فساد، فالأمور عنده واضحة وهو منسجم مع نفسه ومواقفه معروفة ومكشوفة لدى الجميع فهو لا يتردد في المواقف ولا يتعب في معرفة الحق من الباطل. ولكن المرتشي بنوعيه هو الذي تجده متلونا متخاذلا مع نفسه وأمته. وهنا يجب أن نفرق بين القبيضة بجميع أشكالهم ومن من ينبض قلبه بحب الكويت. فهل من مدكر؟! قاتل الله الخداع.
[email protected]