فوجئت منذ أيام بهاشتاق يتصدر تويتر، #تزوج وحدة وخذ الثانية مجانا، هل أصبحت نساؤنا كعروض الجمعية؟ ليُطرح موضوع الزواج بهن كنكتة يتداولها الجميع، في وقت الزواج فيه يعد واجبا دينيا وأخلاقيا، ولا يعزف عنه إلا شاذ، مكروب، مشغول، أو بسبب غلاء الصداق لدى بعض الأسر، ولاسيما غلاء المعيشة، وعدم حسن الظن بالله تعالى أن يُرزق بالزوجة الصالحة، رغم أن الحكمة من الزواج ذات أهمية واسعة، وأهمها إبقاء النوع الإنساني، الذي جعله الله خليفة في الأرض، فقال في ذلك رسولنا الكريم: «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة».
السكن والاستقرار وهدوء النفس، تكامل الجنسين، العفة، وفي الحكمة يطول الحديث، أما عن الحلول فلكل مشكلة جانب مشرق، فبالنسبة للشذوذ، والكرب فالجلسات النفسية والدينية خير علاج، وتدعيم المراقبة الذاتية لدى الأبناء، في زمن تفنن فيه الغرب وبعض ممن يسمون أنفسهم مسلمين بزعزعة مبادئ أبنائنا.
أما عن الانشغالات الدنيوية، فالعمل للآخرة أهم وأنفع، فإنجاب أبناء يوحدون الله، ويدعون لنا بعد مماتنا خير لنا من الدنيا وما فيها، وبالنسبة لغلاء الصداق فقدوتنا صلى الله عليه وسلم يقول: «أكثر النساء بركة أيسرهن مهراً».
وأما عن غلاء المعيشة، فعلى الدولة زيادة الرواتب وسن القوانين التي تحد من غلاء المهور، ويجب على الدولة أيضا إعطاء قرض الزواج كمنحة لا كقرض، وأن تعطي هذه المنحة لكل زوج يريد الزواج بأكثر من امرأة للتشجيع على الزواج والترغيب فيه، في زمن انتشرت فيه الفتن والعنوسة.
كما يجب حسن الظن بالله، فيقول سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)، وفي آخر مقالي هذا أريد أن أشير إلى أن لذة الحرام لحظية ومحاسبة الإنسان نفسه عليها قاسية، أما عن الزواج فلذته دائمة ولا محاسبة للنفس بالمعاشرة تحت عقد النكاح.