أصبح كثيرا ما يحدث أن يحاول البعض جعلك تراهم كما يرون هم أنفسهم أو كما يرغبون أن تراهم على الصورة التي يحبون...!
بالطبع هذه الصورة خالية من العيوب ومثالية بقدر يفوق حقيقتها، ولتمسكهم المستميت بترسيخ هذه الصورة في عقلك، يأخذون بتركيز الضوء على أن المشكلة تقبع في ضعف نظرك أو أنك تعاني انفصاما في شخصيتك! فيحكمون عليك حكما قطعيا لا شك فيه ولا جدال..!
والمعضلة هنا.. إن كنت ذا نظرة موضوعية ثاقبة وترى ببصيرتك قبل بصرك فلا يمكن أن تراهم برؤية عكس ما ذهب يقينك إليها.
وإن كانت هذه الشخصية تمثل لك شيئا فتحاول إثبات نظرتك، وتجاهد وتجتهد من أجل إثبات ذلك لأنك لا تريد فقدانهم، لكن غالبا دون جدوى! لأن مثل هؤلاء الشخصيات يرفضون حتى أن يروا ذواتهم على حقيقتها، أو يعرفون..! لكن لا يقرون أبدا بعيبهم أو ضعفهم فيكابرون، حتى وإن كانوا بحاجة إليك، فأهون عليهم أن يفقدوك لكن لا يظهر ضعفهم أو أن ترى حقيقة نفوسهم المشوهة، وهنا تقبع عثرتهم النفسية والعقلية، فلن يكون لديك خيار ثالث لاثنين!
٭ إما أن تجاريهم وهذا يستنفد كل طاقتك بمرور الوقت ويوقعك في وضعية الدفاع الدائم عن نظرتك التي لا تحتاج إلى إثبات!
٭ وإما أن تلقي بهم خارج حياتك وتستريح من شقاء وجودهم فيها لأن هؤلاء لا يضيفون لك شيئا، إن لم يكونوا عبئا على ظهرك تتجول به أينما حللت وارتحلت...
إنهم يأخذون منك كل شيء مقابل لا شيء، هم مرآة ذات خدوش تخفي ما وراءها..!
هم أمراض نفسية متقيحة تحتاج إلى علاج مدعم بسحر الحب الصادق الذي تمتلكه أنت، وربما يعلمون ذلك لكن يدارون احتياجهم لك خلف ستار الكبرياء المزيف والأعذار المتضاربة والهروب الدائم من المواجهة.
وتقبع مشكلتك أنت في عدم استطاعتك في الاستغناء عنهم فإن لم تقوَ على ذاتك ولم تتقوَ على ضعفك في احتياجك لهم، فستصبح فريسة متجمدة يحفظونها في برد قلوبهم، يلجأون إليها وقت الحاجة والفراغ..!
أما إن كنت تتمتع بإرادة وتمتلك قلبا مناضلا وعقلا راجحا فستفادي نفسك كل ذلك العذاب وتضييع الوقت، اقطع ورقتهم بعد أن تكتب في نهايتها البدايات للجميع، والثبات والاستمرار للصادقين الأصحاء فقط...!
ثم تفتح الصفحة التالية وتكتب في أول السطر: «أنا أرى ما يراه يقيني لا ما أرادني الآخرون رؤيته».
[email protected]