عانت الشعوب العربية على مر العصور من الاستعمار الخارجي الذي أحال حياة الأسلاف استبدادا وظلما.
وبعد وقت طويل من معاناة الاحتلال تحررت الدول العربية وحصلت على «استقلالها».. المزور!
لكن سرعان ما بدأت مرحلة أخرى من الاحتلال الداخلي من عباد «السلطة» اختارهم المستعمر المهزوم كي يكونوا يده التي تنهب وتفسد الوطن العربي الذي لم يستطيعوه بالقوة فخرجوا ناكسي الرؤوس ينظرون وراءهم نظرة خبث ووعيد بالنصر القريب.
بعد تلك النكبات ولد ما أطلق عليه بالربيع العربي، فكان إيذانا برفض أشكال الظلم والميز وهضم الحقوق.. فملأت كلمة «لا» الساحات وبحت بها الحناجر بعد عصور من الصمت والصبر وتحمل الظلم والفساد، فبدأت الإرادة تشحذ من بين الجدران، والألسن أزالت من على الأفواه خيوط الخوف والاستسلام، وحب الوطن بدأ يشع من الصدور حتى تصاعد للسماء وأظل أغلب البلاد العربية، فلبست الأرواح وشاح الشجاعة والإقدام في سبيل التحرر من الظلم والطغيان ورفعت شعار «العدل أساس الميزان»، وقاومت كما قام بذلك الأسلاف الأحرار عندما وقفوا شوكا غير مستساغ في حلق المستعمرين زمان.
لكن في زماننا هذا مرتزقة الفساد لا يمكن أن يسمحوا لمثل هذه الأحلام أن تتحقق وينتشر العدل والحب والخير في المجتمع العربي فأطلقت الشياطين من أقفاصها وانتشرت الفتن والقتل والحرق والدمار في أغلب البلاد العربية، فتفرقت الأيدي بعد تشابك، ودثرت الألسن الناطقة بالحق، وفقد الاتزان داخل «لعبة التوهان» بعد أن فتحت المتاهة السياسية على مصراعيها للعالم بها والجاهل، فرأت العيون الثاقبة خيوط اللعبة بعد أن حلت شيفرة اللغز أو بمعنى أدق «الصندوق الأسود» والذي نشرت محتوياته للعالم أجمع، وبعد عدة أحداث ومناورات بين الحق والباطل علمت العقول التي كانت مضللة من وضع قوانين اللعبة وضغط زر البداية للعبة «متاهة العقول»...!
وبعد الكثير من الدوران واللهث وراء «الحلم المستحيل» الحرية! وسقوط الكثيرين في فخ «تحقيق الديموقراطية»، أدركت العقول المستيقظة أننا مجرد أيقونات متحركة بإرادة «صانع اللعبة»! وأن ما حدث كان أول خطوة مرسومة في خطة تدمير الوطن العربي.
ومازال اللاعب الجبان يدير مصنع الأحلام ويحرك اللعبة بنفس خطة زمان، وغفل أن لعبته الآن أصبحت ترى وتعقل باتقان، من وطن عانى ألوان الويل والحرمان، فلم يعد يسكته قلق من غد في يد رب الأكوان، ولا خوف على روح أدركت أن الإخلاص والعدل أساس نهضة البلدان.
لكن سرعان ما انتهى الحلم وتاه، وذهبت الإرادة في خبر كان، وكان فقرة قصيرة في مسرحية البهلوان، صاحب مصنع الأحلام الذي مازال يقف فوق مسرح الزمان يلقي بتعاويذ الشيطان على لعبته (الشعوب العربية) التي فقدت الميزان والوحدة وحب الأوطان التي بيعت في سوق نخاسة الصهيونية والغرب المتعطش لدماء عربي إنسان ...!
فهل يا ترى ستعاد الكرة في أحد الأزمان وتنبعث الروح ثانية في الوطن العربي وينتصر الحق على الشيطان؟!
أم هكذا فاز البهلوان ونجح عرضه الذي كان بعنوان...(التوهان)
من إخراج شبح السلطان ورعاية يهودي فقدان؟!
ويلتئم شمل الوطن العربي الذي كان- يوما ما- قلباً واحداً في جسد إنسان...؟!
[email protected]