نعم نحبك حبّاً جمّاً يا رسولنا، حبيبنا، شفيعنا، يا نبينا محمد صلى الله عليك وسلم، نحبك بل نعشقك عشقاً لا منتهى له، أفضل الصلاة والسلام عليك يامن حبّه من الصغر إلى الكبر لن نعرف سواه.
ففي الحديث الصحيح: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وفي الصحيح أيضا قال عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر «فبأبي أنت وأمي ونفسي وأهلي وولدي ومالي وكل شيء عندي».
كيف لا نحبك يا رسول الله؟! أم كيف نسمح لقلوبنا أن تحب إنسانا فوق حبك وتقبل بالإهانة والاستهزاء بك من باب «حرية الرأي»؟ فلا رأي عليك يقال أو يفرض، ولا مهانة عليك تقال أو تلفظ، فهنيئا للعيون المؤمنة التي رأت وجهك البهي يا شفيعنا، وهنيئا للآذان المؤمنة التي سمعت حديثك مشافهة.
فيا ليتنا كنا خدما لك، أو حراسا نحرس بابك، فأكبر مخاوفنا وأشدها، كانت ومازالت أن تحول ذنوبنا وجهلنا لأنفسنا بيننا وبين مرافقتك، ورؤيتك الجميلة في الجنة.
نحن أمتك، أمتك التي أشرقت بالحياة، فأي خسارة أعظم من خسارة من يحرم مرافقتك يا حبيبنا ورؤية وجهك؟ وأنت أحب إلينا من الناس جميعا ومن أنفسنا.
فكم حدثت نفسي يا حبيبي وحدثتني، أن لو رأيتك لسألتك أن تدعو لي بالفوز العظيم يا عظيم، يا رفيقنا المخلص ويا نبينا الكريم.
فكم نغبط أسامة بن زيد رضي الله عنه أن كان حبك وابن حبك، وكم نغبط معاذا بن جبل رضي الله عنه يوم قلت له يا رسول الله صلى الله عليك وسلم والله إني لأحبك يا معاذ.
وكم نغبط عكاشة بن محصن رضي الله عنه يوم قال أدعو الله يا رسول الله أن أكون منهم، فقلت له بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم أنت منهم.
نعلم يقينا أننا لا نساوي أرضا كان يمشي عليها هؤلاء الصحابة الكرام، ونعلم أننا لو أنفقنا كل ما نشعر بأننا نملكه بأيادينا وأنفسنا مثل أحدهم ذهبا، ما بلغنا مد أحدهم ولا نصيفه يا رسول الله.
ولكنها أمنيات يا حبيب قلوبنا، أمنيات ليس إلا، فيكفي حتى بمجرد رؤياك في أحلامنا، نستطير فرحا ونعتبر رؤياك بشارة لنا وأمان يا حبيبنا.