يقال «قدر نفسك بأفعالك وليس بما تملك»، ذلك لتكتفي حقيقيا وتقنع بذاتك، تلك الذات العظيمة، والتي عادة ما تغنيك عن الكثير من البشر وعن العالم بما فيه، فيكفي أن من خلالها تستطيع أن تقيم نفسك، وتشعرها بالكفاءة والاحترام والقيمة التي تستحقها.
ذلك ما سيزرع الإيمان واليقين في قلبك قبل عقلك، وما يجعلك تساند وبكل ثقة نفسك بنفسك، دون الوقوف كالتائه في منتصف طرقاتك، تنظر هنا وهناك بحثا عمن ينتشلك، ويمد يد العون ليساعدك.
فكم هو شعور جميل ورائع، وله دور كبير في تحفيزك وتنظيم سلوكياتك في حياتك، كونه يتعلق بعواطفك، أفكارك، مشاعرك وإحساسك، كما سيجعلك تعبر عن حقيقة شخصيتك، وسيظهر بجلاء أهمية دورك في هذه الحياة وجمال جوهرك.
يقول سقراط: اعرف نفسك بنفسك، تلك النفس التي تعتبر مزيجا من قدرات وملكات شخصية، كالوعي والإدراك الحسي، فهي وحدها التي ستساعدك على تصحيح مسارك، من دون أن ترهقك أو تثقل كاهلك، وستبعدك في المقابل عن أنوائك التي لا فائدة منها، وستجعلك أيضا تصنع سياجا قويا لتتحدى من خلاله وتواجه جميع صعابك، وبعيدا عن النرجسية ستحب روحك وتفتخر بكيانك، بخلاف أنها ستغمرك بالراحة والاطمئنان تجاه جميع أقدارك.
وهنا فقط ستبدأ رحلة الابتهاج بالنسبة لك، لتكتشف بين الفينة والأخرى، كل ما كان مهملا ومخبأ في أعماقك، كما ستتعرف أيضا على جديد تغيراتك، أسرار مكنوناتك، ميزاتك وحتى كبير اهتماماتك.
وإذا تعثرت فلا تـــيأس، فــلا بأس في ذلك، غامر، قم، استقم، لتكمل بقية خطواتك، ومن دون كلل أو ملل كرر جميع محاولاتك.
يقول المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم