للذكر والأنثى خصائص وصفات عديدة، تجعلهما يختلفان جذريا عن بعضهما البعض، وذلك طبعا لتحقيق التكامل فيما بينهما، فقد قال جل وعلا في كتابه العزيز: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى)، ثم إن الله سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا ولا يخلق شيئا إلا لحكمة ما من عنده، يفترض أن نؤمن بها.
لذلك وضع تلك الخصائص والصفات المختلفة لكلا الجنسين، زائد الفروق الفردية التي جعلها بيولوجيا وعاطفيا بين الرجل والمرأة، ليقوم كل منهما بدوره في الحياة، ويصبو إلى ما يناسبه.
ولكن، ليس هذا ما يدعو إلى الاستغراب، بل إنما الذي يدعو إلى الاستغراب حقا، هو أن نرى بعضا من تلك الظواهر والانحرافات اللامتناهية تنتشر بشكل غريب وتزداد على نطاق واسع في مجتمعنا الذي أرانا العجب العجاب، والذي جعلنا أيضا لا نستطيع أن نفرق ما بين الرجل والمرأة.
ما يجعلنا نتساءل بذهول فيما بيننا! أين ذهبت روح الاعتزاز بالرجولة لدى بعض الشباب وهم يجاهرون بكل فخر وتبجح وتباه بتشبههم بالنساء على مرأى ومسمع؟! وكأن حال لسانهم يقول: لا تثريب علينا، فالوضع أصبح جدا طبيعيا ومألوفا لدينا! ومقبولا في مجتمعنا! لما تكاثر ظهورنا! وأين ذهب ذلك الوعي الإسلامي لتصحيح تلك الأفكار والأفعال المخزية! وبالأخص بعض من الذين نراهم خلف الشاشات والقنوات وفي جميع برامج التواصل الاجتماعي؟! فإن كان ما نراه من مستوى هابط ورخيص هو من باب الحرية الشخصية فكم هو جميل لو احتفظتم بتلك الحرية الشخصية بينكم وبين أنفسكم دون أن تتعايقوا وتتمايعوا في العلن وأمام الناس.
والطامة الكبرى هي أن كل شخص منهم جعل من نفسه قدوة وواجهة مشرفة لمجتمعنا، فمنهم (المؤثر الاجتماعي، الإعلامي، المعد، الكاتب، المذيع، مقدم برامج،.... إلخ)، ولا نعلم صراحة على أي أساس نسبوا تلك المسميات إلى انفسهم؟ فنحن لم نر أمامنا سوى شخص يقف بأنوثة طاغية، بأناقة غريبة وملفتة، بخلاف نبرة صوته، سلوكه، نعومته وحركاته، والأدهى والأمر هو ما يرتديه من ملابس وألوان ذات تصاميم نسائية مبتكرة! هذا وبخلاف أن الحرية الشخصية أيضا
لا تعني أبدا الانفلات ومخالفة شرع الله سبحانه وتعالى كي ترتدي قلادة في رقبتك، أسورة في يدك، شعرا مستعارا «الباروكة»على رأسك، وعمل الرتوش التجميلية لوجهك! فإن كنت تعتقد أنك ستكون نجما، جميلا، لامعا، كي تزداد من احتمالية ظهورك وبروزك بصورة اكبر وأسرع، نتمنى منك في المقابل أيضا ألا تنسى أن تضع في عين الاعتبار أن هناك الكثير من المصطلحات التي تطلق عليك، من قبل عامة الناس والتي تفتقر لكل معنى من معاني الجمال! الذي تراه انت في نفسك، ناهيك عن نظراتهم التي دائما ما تكون مشمئزة ومقززة لك.
وهنا نقول، أين دور الأسرة في مثل تلك الأمور ؟! أويعقل أنهم لم يلاحظوا سلوك أبنائهم المنحرف وغير المعقول؟!
قال أحد الشعراء:
وكذا الشباب التائهون تشبهوا
بنسائهم أف لذي الشبان
البعض منهم يرتدي باروكة
والبعض كعبا طوله شبران
فإذا رأيت القوم في طرقاتهم
لا تعرف الأنثى من الذكران