شكرا لرجال المرحلة، شكرا لمن قادوا مهماتهم باقتدار وتفانٍ، شكرا لمن بقيادتهم بدأت عجلة الإصلاح والتعديل، وبدأت محاربة الفساد والمفسدين، كما بدأت أيضا تنتعش البلاد وكأنها ولدت من جديد، ذلك ومن خلال جهودهم العظيمة، الجبارة، الواضحة كوضوح الشمس، جهودهم الرامية للتصدي لكل ما يسيء إلى ذاتهم وبلدهم ومجتمعهم وشعبهم، جهودهم التي قاموا من خلالها بتسخير الإرادة السياسية لصالحه، ما جعلنا كمواطنين بأن نفخر جدا ونعتز بهم وبكل ما يسعون لأجله.
فلا يختلف اثنان على أن الفساد معول هدم للدول، بغيض، مجرم، محرم، قال تعالى (ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)، فكم أسعدنا كثيرا وأفرحنا أننا أصبحنا نرى وعلى أرض الواقع كل ما يندرج ضمن استراتيجية صارمة لاستئصال هذا الفساد من الأعلى إلى الأسفل، وبجدية كاملة على ترجمة توجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ طلال الخالد، حفظهم الله ورعاهم وسدد إلى الخير خطاهم.
فبقيادتهم وقوانينهم الجديدة المثلجة للصدر، لا حصانة هناك لفاسد، وأن المسؤول مهما كان موقعه يساءل، والمقصر يحاسب والفاسد يعاقب، كما أن أعداد القضايا التي تمت إحالتها للقضاء تؤكد جدية القوانين الحازمة في التعامل مع هذه المواضيع، مؤكدين لنا أن معيارهم الأول والأخير بهذا الصدد هو ثقة المواطن الكويتي وأريحيته وتفاخره ببلده، وكي لا يحاول أحد من هؤلاء أن يتمادى أو يتعسف ويصطاد بالماء العكر.
فصاروا يعملون وفق أعلى المعايير على تعزيز قيم الشفافية والنزاهة، وقواعد السلوك في مؤسسات الدولة العامة والخاصة، مؤكدين للوطن والمواطنين على تضافر الجهود المتواصلة لمكافحة جميع أشكال الفساد، لتحقيق الغايات المنشودة في القضاء عليه.
هذا وبخلاف إضافة بعض التطبيقات التي تتيح المجال لتقديم الشكاوى والتظلمات، ذلك ولسمع ما في جعبة المواطن الكويتي، لفرض سيادة القانون، ولتحقيق العدالة ولتجنب التفرقة والتعسف والظلم.
فإن وجودهم اليوم معا إنما يعبر عن قناعتهم بترسيخ قيم النزاهة وتكاتف الجهود، ذلك ولتوعيتنا أيضا في المقابل بأنه لا سبيل لتقدمنا إلا بمحاربة آفة الفساد، لما لهذه الآفة من تبعات مدمرة على جميع مناحي الحياة ومنها الثقة بين أبناء الوطن الواحد والنسيج الاجتماعي وزعزعة ثقة المواطن بالدولة، ولترسيخ التعاون بين الحكومة الرشيدة والمجتمع المدني، نعم بوجودهم يؤكدان على النزاهة في أسمى صورها لنا، بعيدا عن المجاملة والمحاباة وإن كانت لقريب أو صديق.
فكم وكم مر بنا في أرض الواقع العديد ممن يحابي قريبه أو صديقه أو ابن قبيلته أو منطقته لأجل تكسب خاص وإن كان بمخالفة شرعية أو نظامية وعلى حساب بلدنا الغالي أو المال العام أو على حساب الإضرار بالمجتمع، وجاءنا الآن من أنهى هذه الثقافة وبشدة.
وكم مر بنا أن بعض المسؤولين المتعسفين في الدولة لا يرضون بقبول أي شكوى أو اتهام لأحد موظفي جهازه، بالأخص إن جاءه مشتكي أو ناقل معلومة فساد عن موظف، إلا ووجدته يدافع عنه ويرفض رفضا تاما أن يتهم أحدا من منسوبيه بالفساد، ولا شك أن مثل هذا التستر هو الفساد بعينه، وجاءنا الآن من يسعى لاستئصاله فكرا وواقعا، لكي تكتمل منظومة مكافحة الفساد، «وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، وتجلى ذلك بمبادرات قوانينهم الحازمة واهتمامهم غير الخافي على الداني والقاصي فيما نحن فيه من وباء.
إن محاربة الفساد تجعل من الجميع قويا فخورا ببلده وقيادته، فالمرء مفطور على كرهه للفساد، وثمرة محاربته يجنيها الجميع، بما نعيشه من أمن واستقرار وأنه لا أحد فوق القانون، وان بلدنا الكويت الحبيبة سفينة للجميع دون أي استثناء، وها هنا اليوم نرفع شعار «كلنا مسؤول» طواعية في تطبيق جميع ما تتخذه دولتنا من قوانين وإجراءات وقرارات، فجميعنا نعلم أنها لصالحنا ولصالح بلدنا.
ولنعلنها للجميع أيضا أننا «كلنا مسؤول» وأننا «كلنا أمن» لوطن بلا فساد، لتحقيق ما نصبو ونتوق إليه منذ زمن بعيد.