ليس بالضرورة أن تربط اسمك باقتراح فاشل، أو بفضيحة مخزية، أو بفكرة سطحية تعكس لنا تراكيبك الجافة، وخلل تربيتك، وانحطاط مستواك المستمد من سوء أدبك، وبيئتك الضحلة ذات العمق القليل.
فقط في سبيل أن تسطع لنا من جديد، كي لا ننسى طلتك التي أصبحت كـ«الجيفة» التي تعافها الأنفس، فلا تحرك إلا اشمئزازا وغثيانا، ليقال عنك شخصية مثيرة للخلاف والجدل.
وأنت لست سوى شخص، تائه مضنٍ، لا عنوان لك، تعاني من ملل أزلي، أغرقك في وحل مظلم، عكر، كدر، فغدوت كالمطعون الذي يعالج جرحه بمزيد من الطعنات حتى يهلكها.
فصارت المهاجمة والتشهير بالنسبة لك أفضل بكثير من تجاهلك ونسيانك، وإن كان هذا التشهير على حساب سمعتك وكرامتك، مع أنني لا أعتقد أن هناك كرامة لك أو لأمثالك!
شخص، تصارع الكثير من الأفكار المتناقضة، بمعدل ذكاء منخفض، مكبوت، متخبط وبغيض، لن تجد من يتقبلك، فصرت من حماقة إلى بذاءة وسفاهة كالقرد قفزا تتنقل، فلا وجهة ولا مسار لك، ما جعلك تلجأ لكل ما هو سلبي وعار عليك.
يقول الكاتب الأميركي روبرت غرين: «زيادة التداول عن حده يرخص السعر»، بالضبط كرخص تصرفاتك وما يقبع في عقلك.
فبإمكانك أن تخلق قيمة لنفسك، عن طريق الصفة الريادية في شخصيتك، عن طريق عزتك، عن طريق هيبتك، توازنك، أسلوبك، مثاليتك، عن طريق سموك واحترامك.
لا عن طريق الرثاثة والفساد والابتذال، ولا عن طريق ترهاتك ووقاحتك الصفراوية، التي قد تجعلك يوما ما حديثا على ألسنة الناس، لكن سرعان ما ستطرد على نحو لا شعوري منهم.
لأنك في نظرهم لست سوى شخص «كالمهرج» ساذج غبي، افتقد خفته شيئا فشيئا، فباتت حركاته محفوظة، سمجة، مملة.
ساخطا، لاهثا، مستميتا على الظهور بأي شكل من الأشكال، وإن كان هذا الظهور مهينا، مذعنا ومعيبا.
فهل تلك هي أقصى طموحاتك في الحياة؟!