ولأننا اصبحنا في زمن صار انصباب وتركيز اغلب الفتيات فيه على صيحات الموضة الزائفة، والأمور الكمالية، والجري وراء المظاهر الجوفاء والأزياء.
فتجدهن للأسف تبلورن من تأثير طورها، وابتعدن عن تعزيز قدراتهن الفعلية وإبداعاتهن، وذاتيتهن، فأصبحن فتيات سطحيات.
مع العلم أنه ليس بخطأ، أن يهتممن بمظهرهن وأزيائهن وأناقتهن، لكن بالحد المعقول المعتدل، بالحد الذي لا يبعدهن عن تثقيف وتطوير ذاتهن، وتوسيع دائرة اطلاعهن.
لذلك، أصبحت قلة قليلة منهن، يتجهن نحو مسارات التثقيف الفكري، كالقراءة، والمطالعة، والكتابة.
وهذا هو أكثر ما شد انتباهي، وكـ«المغناطيس» جذبني عاليا إلى السماء، نحو تلك الفتاة اللامعة، المختلفة اختلافا كليا عن اغلب فتيات جيلها «ريم الخلف»، رغم صغر عمرها.
حيث انها تمتلك شغفا عاليا بالقراءة والاطلاع، ولديها طموح يلامس الثريا، زخرفية كالنجوم المثمنة هي، ذات الطراز الراقي الرفيع من الثقافة، تحمل في ثناياها فلسفة جميلة وفخمة جدا، تعكس فخامة داخلها.
اتجهت منذ سنوات طفولتها الأولى، إلى الكتب والقراءة، كونها عاشقة للاطلاع، وكأنها تريد أن تخرج قدراتها الذهنية لتدركها، ومن ثم تعرف كيف توظفها.
شغوفة جدا، مثقفة، واعية، ناصعة بتفكيرها، مميزة وتسعى دائما لتنمية ذاتها، في زمن التكنولوجيا، الذي اصبح الإقبال فيه متدنيا على القراءة.
فكانت تقتنص أي فرصة، لتغوص في متاهات فراغها بما يعود عليها بالفائدة، من خلال قراءاتها لتلك «الكتب والروايات»، ما جعلها تخصص حسابا خاصا، للكتب والاقتباسات، ولكل ما هو جميل تقع عليه عيناها، (reemwk@)، بهدف تحفيز متابعيها ولتشجيع الجيل القادم، على القراءة والاطلاع، والتزود بالكتب المفيدة، بطرق واقتراحات تقترحها لهم، متميزة، سلسة ومحببة.
ليضعوا لأنفسهم هدفا لقراءة عدد معين من الكتب، من غير ملل وكلل، ذلك بهدف إنارة العقول وتطويرها، فالقراءة عالم مليء بالمواضيع المثيرة، التي تنتظر من يكتشفها.
وما اروعها من بادرة من فتاة في عمرها، فالقراءة فعلا تلون حياتنا، وتنقلنا من عالم ضيق إلى عالم أكثر عمقا واتساعا، القراءة مصدر من المعرفة اللامنتهي التي بها نثري أفكارنا.
«ريم الخلف» لم تتعمق بقراءة الكتب، إلا لأنها على يقين تام، بأن للقراءة تأثيرا بقدراتنا، تفيدنا في حياتنا، توسع مداركنا، تغير شخصيتنا، تنمي مهاراتنا ومفرداتنا.
في دولة الإمارات الرائدة، تم اطلاق مبادرة تحت مسمى «ثقافة بلا حدود»، لنشر المعرفة أكثر، من خلال تسهيل حصول المواطنين على الكتب، لتصبح القراءة عادة صحية جميلة تغذي العقل، لما لها من إيجابية كبيرة، «فبالقراءة ترتقي الأمم والشعوب»، وكل فرد منا يمثل جزءا هاما في ارتقاء أمته.
يقال:
فنجان قهوة مع صديق هو الفعل الأكمل، وفنجان قهوة مع كتاب هو الفعل الأسلم.