وبعيدا عن أولئك المتذمرين دائما، الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، أصحاب الضغائن الذاتية، الذين عقدوا ألوية الفتنة والحزازات والمهاترات، وأصحاب المصالح الدنيئة، والذين يحاولون بغباء تصرفاتهم ان يهيجوا هذا وذاك! فقط كي لا يستكين هذا الوطن المسكين.
إلا ان هناك الكثير على إيمان تام ويقين، من الذين ينتمون لهذا الوطن العظيم، بأنه كان ولازال هو بمنزلة (الأب والأم) بالنسبة لنا، فهو من كسانا وبالأمن والأمان اشعرنا واحتوانا، وهو شريان حياتنا النابض الذي شكل ملامحنا، ورسم تفاصيلنا، التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا.
الذين كانوا يحفرون في الصخر من أجل عزته وكرامته ورفع اسمه، حبا به لا طمعا، ولا ينتظرون مقابلا.
وبالرغم من كثرة همومهم وبساطة عيشهم، وصعوبة حياتهم آنذاك، إلا انهم كافحوا وواصلوا دون أي تذمر، دون تنكر، دون استياء.
وغرسوا حبه وعشقه في قلوبنا، فوطننا الكويت ليس كبقية الأوطان.
يكفي بصيته نرفع رؤوسنا، يكفي باسمه نعانق سماءنا، وباسم شيخنا يزداد شموخنا وفخرنا واعتزازنا.
نعم: كويتيون نحن، ونحظى برجل عظيم لن يأتي الزمان بمثله، هو والدنا وقائدنا، وهو راحتنا ومتعتنا، وهو ملاذنا.
يتمتع بديبلوماسية نادرة، صاحب قوة ونفوذ، صاحب سلطة وصيت، ومع أبناء شعبه حنون، رحوم، متفهم وغير سليط.
سرعان ما تهيج الدموع في عينيه، والخوف يبرح قلبه قلقا علينا، لو شعر بأن هناك ضررا كبيرا سيمسنا، او سمع بشرّ مستطير سيؤذينا.
من كوالدنا وقائدنا!؟ تحمل ثقل أحمالنا وهمومنا، رغم كبر سنه، لنرتاح نحن، ويتعب هو من أجلنا، ومن باب حرصه على مشاعرنا، دائما ما نراه يسرع في لملمة أزماتنا، ليطل علينا كعادته بوجهه الشرح وبابتسامته المستبشرة، والتي أصبحت سر تفاؤلنا وبهجتنا، ليلقي بكلماته الحانية علينا، والتي لا إراديا تلتصق بقلوبنا، فترفع معنوياتنا من جديد وتقوي من ثقتنا.
فبكل حرف يخرج من فمه يطمئننا، وبكل كلمة يقولها يرضينا ويهدئنا.
فكم نفخر بوطننا الكريم ونفخر بك، وكم نفخر بأننا أبناؤك، نعم نفخر بك من الأعماق يا أبي، بالرغم من أولئك الذين يشوبهم القبح، ويسعون على قدم وساق لتقبيح صورة هذا الوطن الغالي، باستخدام التضليل لترويج ما يريدونه هم فقط! وليس نحن.
هذا الوطن الذي لا تسعفه الحروف، ولا تفيه الكلمات، ينصف المظلومين، يقدم يد العون للمحتاجين، يقف دائما بجوار المستضعفين المذعنين، إلى ان اصبح كالنافذة المشرقة، يطل على كل من حوله، لكي يساعد ويعين.