ستدرج خلفية ضوء زرقاء صافية كلون البحر الصافي، من خلال صبرنا وعزمنا ومقاومتنا رغم آلامنا للمضي إلى الأمام، وتقبل كل ما حدث لنا.
وان كانت نوعا ما صعبة التلاشي، لكن بمشيئة الرحمن سنتداركها شئنا أم أبينا، ناسين لا متناسين، نتداركها حين نتوقف عن البحث من خلال أسئلتنا التي تتطاير في الهواء، لترتطم بأجوبة جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.
نتداركها وان كان هناك الكثير ممن غالطنا الحقائق وكذبنا.
ولن يوقف هذا أبدا مسار حياتنا، بل قد يحولها إلى منحنى آخر رائع ومختلف عكس ما توقعنا، ويجعلنا نلتفت لأنفسنا لنعطيها قيمتها التي تليق بها، منحنى يجعلنا نهمش ونحجم مكانة كل من استفحل لؤمه وخسته علينا.
وبمرور الأيام سيستتب أمرنا، ويهدأ بالنا، ويستريح عقلنا، وسنتخلص من تلك الجمرة التي كانت تلهب رحيق روحنا، فلقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
وستقتنع أكثر بأن الله سبحانه وتعالى يعطيك بعض الأحيان إشارات معينة، يريد أن يحسسك بها وينبهك، لحكمة ما بها الخير الكثير لك، حكمة ستخرس ما بداخلك، ودون تردد ستجعلك ترميه وراء ظهرك وتتجاهله، لتركز على طليعة أولوياتك واهتماماتك، وعلى حاجاتك وضرورياتك، ليصحى كنزك النائم، والذي قد يكون، في يوم من الأيام، سببا من أسباب سعدك ونجاحاتك.
فهناك تغيرات كثيرة قد تحدث، اما بالإيجاب أو بالسلب ستؤثر عليك، كما أن هناك أيضا بيئة قد تكون غير صالحة لك، تدمر شخصيتك، ورزين طبعك، تلوث محيطك وتشتت وعيك، بيئة تسحق جرعات حياتك، تكسر صلابتك، وتزيد من هشاشتك، يتحرك بها جسدك نعم، لكن! سيتحرك بلا عقل، بلا روح!
يقول خبراء النفس:
إن تبادل التقدير والمودة والاحترام في حياتنا بشكل عام، يعتبر من أروع المشاعر الإنسانية، والتي بها قد نعالج الكثير من المواقف والأمور التي تزعجنا، عناصر مهمة هي، ان خلت منها بيئتنا، ستصبح منعدمة لا معنى لها.
وهذا يحفزنا اكثر على توطيد معاني التقدير والاحترام وشيم الأخلاق في محيطنا، ويشجعنا على الاستمرار في السعي وراء توجيه أبنائنا وشبابنا، ليكونوا متصالحين مع أنفسهم أولا ومن ثم مع من حولهم، ليكونوا متوازنين، معتدلين بنوايا طيبهم، ويصبحون مستقرين في علاقاتهم، لا أن يكونوا كأولئك المشوهين داخليا، المستعرين مع أنفسهم حاسدين، بسبب اختلال بيئتهم التي يعيشون فيها.