حين تتنوع اختياراتك، ستنمو بلا شك وتكبر تطلعاتك، والتي سينطلق منها نضجك، رشدك، سمو فكرك، اتزانك واتساع إدراكك، كما ستنتقل من خلالها عبر أطوار أمنيات حياتك.
وستبعث بداخلك مشاعر غامرة بقوة جديدة عارمة، بأسلوب رائع مميز وجديد، يجعلك تعيش سلطانا على عرش قلبك وذاتك، بعدما قمعته بالمزيد من كثرة تنازلاتك، إلى أن نسيت أحقيتك وتقديرك لنفسك.
كما ستغمرك حينها مشاعر ذاتية مختلفة تجاه شخصيتك، تساعدك لتواجه خوفك، ضعفك، قلقك وهفواتك، وستخرجك من سكوتك ومجاملاتك، والتي دائما ما تكون مبنية على حساب تعاستك، كما ستبعدك أيضا عن جموح البعض لك، وتمردهم عليك.
كي تبحر باستقلالية بعيدا عنهم، وتعبر عما فيك بكل أريحية، دون بذل مجهود كامل منك، يزعجك أو يتعبك لتقنعهم، ولتستيقظ من غفوتك، وتحلق ببراعة بأجنحتك، لتصل إلى مكان ترتقي به، وفي الوقت ذاته يرتقي هو بك، مكان يلائمك، قريبا منك ويناسبك.
مكان يكسر حواجزك ويستوعبك، تنهض من خلاله ويسعدك، ترجم فيه كل ما يثير استفزازك وغضبك، هذا طبعا لطالما كان باختيارك، فلابد أنه سيمثل ميولك ويمثلك.
يصقل عمق معانيك وأحكامك، ويهتم بأدق تفاصيلك وأفكارك، يكفيه بأنه سيشعرك بقيمتك وكيانك، ولا يمحق أبدا صفاتك وخصالك، وكل ما يميزك، بل وسيعزز ثقتك أكثر بنفسك، ولن يستهين أبدا بشأنك، بل إلى ما تحب وترضى سيأخذك، ليعوضك إن كان هناك ما فاتك.
فلا تربط مصيرك وتضيع سنوات عمرك، بسبب اختيار واحد فقط، تحوم وتلف حوله، رافضا تغييره أو تبديله باختيار آخر غيره، هذا وبخلاف تحبيط المأزمين لك، الذين يجعلونك بكلامهم، كالهائم الذي لا يدري ما يقول وما يفعل!
بل يجب عليك عدم اليأس والاستسلام، كي تجتهد، تبحث، تسعى وتحاول العثور على اختيار ثان وثالث، اختيار قد يكون أفضل بكثير من اختيارك الذي تشبثت به، وأوقفت حياتك بسببه.
اختيار قد يظهر خصائص شخصيتك، ويبرزها بصورة لم تتوقعها، ينمي سلوكك وعقليتك، ويشبع فكرك وخيالك.
فيجعل من حياتك حياة استثنائية هادفة، فمفتاح الحياة كما قال أفلاطون:
«هو عدم الاستسلام عندما تشعر
بالضعف والخيبة وفقدان الأمل»