هو رجل عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس والعاطفة الإنسانية الجياشة، مشاعر حقيقية، واقعية، غير مصطنعة او مزعومة وكذابة، رجل قمة في اﻷخلاق، صاحب قلب طيب ورحوم، رجل مليء بالشهامة، والتواضع والرقي، مليء بالنخوة بأوسع معانيها.
تلك النخوة التي تندرج تحت الصفات العربية، ذات الخلق الإسلامي العظيم، كعظمة مواقفك وطيب مسعاك، والتي كانت تتميز بها مجتمعاتنا في السابق عن غيرها، وأصبحت الآن شبه منقرضة او تبلد احساس الكثير من الناس عندها.
يقول فيكتور هوغو: جميع النساء قد يلدن الذكور، ولكن المواقف وحدها من تلد الرجال، فـ(ابوصقر) هو مفهوم نادر واصيل، اطل علينا عبر تلفزيون atv على السيف، مقدما فقرته المميزة بما فيها، متحملا بها كل النتائج والأفعال، ولا يخاف بعدها ابدا من مواجهة أي شيء مما عرضه او وضحه بصورة اكبر بالنسبة لنا، هذا وبخلاف وجهه الطيب البشوش، والذي دائما ما يغلب النقاء والطهر عليه وعلى سرعة نزول دموعه وتأثره.
فلقد سخرت وقتك، ليلك مع نهارك، فيما يحب الله تعالى ورسوله الكريم، ما جعلك تستطيع أن تنفع الناس العفيفة المحتاجة وتعينهم، وتحث الآخرين على درب الخير وتدلهم، لذا قيل: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، لا يصدر عنه فعل قبيح يؤذي به الناس، بل تجده يحرص أشد الحرص على ان يزن الأمور بميزان الأخلاق والإيمان، ولا يقصر في حق أحد، لأنه يعلم أن ربط البواعث الخلقية بالإيمان بالله تعالى، ولأنه على يقين تام بأن الرجولة الحقيقية ليست مجرد كلمة تطلق على كل مذكر وتقال، بل هي كلمة تأتي من خلال كافة النتائج التي تنتج من أفعاله، ويكون مسؤول عنها.
الدكتور خالد الشطي، أخذ خطوة رائعة، قد يكون بادر بها البعض من قبله، لكنه اخذها بمنحنى مختلف وجديد، وبنطق كلمة جديدة ومختلفة، وبذلك المنحنى جعل الكثير يقفون بجانب بعضهم بعضا، حتى في أصعب المواقف والظروف. ما جعلنا عن الغير نميزه، وما جعل الكثير من الناس تتفاعل معه، رجل نظيف صاحب نفس راضية وقلب مطمئن، وروح بعيدة جدا عن الانانية والاجحاف.
أبهرنا بأدبه الجم، ومواقفه ذات الاهداف النبيلة السامية، والتي حقا يقال عنها مواقف الرجال، أولئك الذين يسعون بقدر المستطاع الى أن يعطوا لكل ذي حق حقه، كي لا يطغى حق على آخر.
وياما وياما ما اصطحبتك موجات من الحزن والألم والحسرة، من خلال طرحك للكثير من الحالات التي كنت تسلط الضوء عليها متسارعا إليها، من خلال تقديمك لها وحديثك عنها.
وبعفويتك وسجيتك ملكت قلوبنا، فلقد وهبك الباري سبحانه، الجلد على عمل الخير دون ملل او كلل، وحمل المسؤولية والصمود امامها، بقلب ينبض بمساعدة كل محتاج وضعيف، زارعا في طريقه الأمل.
فمازال الكثير يظن بأن الرجولة مجرد كلمة تقال! إلا معك فقط، عرفنا بل تعلمنا أنها معنى عميق للغاية لا نستطيع حصره.
فكم نعتز ونفتخر كثيرا بك، وكم سررنا بتتبع رهافة إحساسك، وكم سعيدين نحن جدا بإنجازاتك.
ولكن ما زادنا شرفا حقا، هو أنك أصبحت في نظرنا ونظر جميع من عرفك، كوكبا من كوكبة قناديل الكويت المضيئة، والذين بجهدهم وعطائهم الدؤوب وتضحياتهم، يمثلون خيرة رجالها الشرفاء، والذين اعتادوا على ألا توجد لديهم أوقات للراحة إلا للغير، وليست لهم.
فيوماً بعد يوم تزداد وتعظم مكارم الأخلاق فيك، فهنيئا لك.