باختلاف شرائحنا الاجتماعية المختلفة بفئاتها ومستوياتها، مازال البعض مستمرين على تفاهتهم، ذلك بسبب عشقهم وولعهم للظهور، وعمل الـ (show) الرتيب الممل، والتفاخر أمام القريب والبعيد في محيطهم، فقط ليكونوا حديثي الساعة، ذلك وبخلاف تلك الرغبات الداخلية الدفينة، التي يعــتقدون بأن من خلالها سيبرزون بصورة أكبر.
ومن جانب آخر، تجدهم في المقابل، يناقضون أنفسهم فيما بعد، عندما تسمعهم يعيبون بهذا السلوك وبمثل تلك التصرفات، يستغربونها ويستنكرونها، خاصة في وقتنا الحالي.
سواء من شباب صغار في السن ومراهقين، أو من فئات عمرية أخرى قد تكون أكثر نضجا، ذلك بهدف التشبه والتقليد الأعمى، وبجميع الموجات التي أصبحت تغزو العالم، والتي تناسلت الكثير منها، من كل حدب وصوب، ودون بذل أدنى مجهود للتميز والإبداع ذو الروح التجديدية.
فهم مجرد أشخاص سمحوا للوهن والتقليد واليأس بأن يستوطنهم، دون أن تكون لهم هناك مصلحة حقيقية أو منفعة لغيرهم أو على الأقل منفعة تكون بمنزلة إضافة جميلة لشخصهم، وخاصية ظروفهم.
فبدلا من أن تبحث هنا وهناك، لتتقمص وتقلد شخصية هذا وذاك، حاول أن تتخلص أولا من فوضوية نفسك وذاتك، وشتات إحساسك، وان تتجنب بقدر المستطاع أن تتخلص من بدائية فكرك وعقلك، كي لا تنشغل بأمور من الصعب جدا حصولك عليها، ووصولك إليها.
وإياك ثم إياك، أن تصبح من فئة أولئك الذين دائما ما يرددون جملتهم المعهودة قياما وقعودا: فلقد كان أبي كذا وكذا و... إلخ، فيقول الشاعر:
ليس الفتى من قال كان أبي
لكن الفتى من قال ها أنا ذا
فإن قست عليك الحياة يوما، لا تقسو أنت عليها أكثر، فقط لتجعل لنفسك قيمة أو مكانة، فتطلق العنان لوسوستك بهواجسها السحيقة، فتجعلها تسيطر عليك وتضيعك، وعن كل ما تريد تحقيقه أو ما تتمنى الوصول إليه تبعدك، بل كن أنت بكل ما يتفق مع ميولك ومهاراتك وقدراتك.
ولكن لا تنسى أيضا أن يكون ميولك متناسبا ومنسجما مع بيئتك، كي لا تخرج عن المألوف.