كي لا تصبح ذا نفس بهيمية، إياك والتحجج بصعوبة الظروف، المواقف المخذلة، الأمور المحزنة، وكسرة النفس والخاطر، والتي غالبا ما تصاحبها تلك المشاعر المؤلمة.
لا تتحجج.. وتأكد من أن كل ما مررت به، وإن لم تكن تتوقع حدوثه، سيجعلك ذات يوم شاكرا حامدا من بعد الباري سبحانه له.
وذلك لأن من بعدها سيتولد التحدي الدائم من جديد لديك، ومن شعور الخمول والاحباط سينتشلك، ومن الانكماش والركود إلى الحركة سينقلك، ستزداد بقوة حيويتك، وعن الرضوخ والجمود سيبعدك.
كما ستنمو رغبتك وبعمق كبير للتطلع بشوق كثير، خاليا من النظرة التشاؤمية إلى مستقبلك، هذا وبخلاف أنك ومن تلقاء نفسك، ستقوم بالبحث وبكل حب عن شغفك، لتحيي كل المعاني الجمالية والإبداعية التي تمتلكها بداخلك، لكنك أهملتها ولن تحاول إظهارها حتى لتصقلها وتبرزها، متأثرا بتلك الترهات والأباطيل، والتي أشغلتك كثيرا عنها، سواء كانت عملاً، فعلاً، فكرة، كتابة، فناً.. إلخ.
أي سينصب معظم تركيزك على نفسك، ميولك، إبداعك، لتزﻫﺮ ﺻﺒﻮﺗﻚ ويثمر ذاتك، بعيدا عن التخوف والتردد وكثرة المقارنات، بعيدا عن القيود والتعقيدات.
يقال: عقول البشر لا تتباين ولا تختلف باعتبار عرفها وجغرافيتها والعصر الذي وجدت فيه، ولكن هذا لا يمنعك ابدا، من أن تكون شخصا عبارة عن بيئة خصبة، بيئة تساعدك على ضمور أي فكرة أو طاقة إيجابية جميلة مفرحة، تنسيك كل ماهو سيئ حدث في حياتك، وتجعلك فخورا، راضيا عن ذاتك.
تعلم واجعلهم عبرة بالنسبة لك، تعلم ألا تشك في يوم ما بنفسك، تعلم وكن واثقا من تصرفاتك ومشاعرك، وإن صعبت عليك خطوات بداياتك، وتأكد وكن على يقين تام، بأنك لا تقل أهمية عن الآخرين غيرك، واعلم أيضا أن غيرك ليسوا افضل منك.. فقط انتفض بروحك وذاتك، ولا ترض أن تكون مهمّشا في حياتك.
وكما يقال: «الألم، الخذلان، السعادة والفرح، جميعها عواطف تساعدك على فهم نفسك أكثر».