الأسبوع الفائت قلد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الفريق الشيخ خالد الجراح 16 لواء رتبتهم الجديدة، وبهذه المناسبة احب ان ابارك لجميع الالوية الجدد كل باسمه الثقة الغالية والتي كانت دافعا للترقي، ولا شك ان الترقيات الأخيرة أحدثت شرخا في نفوس عدد كبير من العمداء الذين لم تشملهم الترقية، والمؤكد ايضا ان الكثير من هؤلاء، واعرف من بينهم عمداء على الصعيد الشخصي والمهني قد بذلوا كل ما في وسعهم لخدمة وطنهم في المقام الأول وخدمة مقارات عملهم والتفاني في أداء الواجب، هؤلاء العمداء يشعرون بالغبن وانا اشاطرهم هذا الحزن المستحق لانه من باب أولى كان على وزارة الداخلية ان ترقي جميع المستحقين حسب الأقدمية كمرحلة اولى والطلب في مرحلة ثانية من الذين ترغب في ألا يستكملوا المسيرة في الجهاز الأمني التقاعد وبالتالي لا يحدث خلل في الأقدمية التي ظهرت مع الترقيات الأخيرة، نعم الترقيات ـ خاصة إلى الرتب الرفيعة ـ تخضع لعدة اعتبارات دقيقة قد تكون خافية عنا، ولكن في النهاية هناك حزن لا يمكن غض البصر عنه، والمؤكد ان جميع ممن لم يرقوا يعملون الآن تحت ضغط نفسي كبير للغاية استنادا إلى الأعراف العسكرية التي تمنع الضباط من الشكوى لغير الله جل قدره.
عموما ما حدث حدث، ونال ضباط في الداخلية رتبة لواء وأتمنى لهم التوفيق، اما من لم تشملهم الترقية فأدعوهم إلى عدم الحزن على ما فات، والتفاؤل بما هو آت، والرضا بما قسم رب الأرض والسماوات، ففي الشدة يقاس الصبر، وفي النقاش يقاس العقل، وفي المواقف يقاس البشر، وهنيئا لمن يحرص على ألا يظلم أحدا، ولا يغتاب أحدا، ولا يجرح أحدا، ولا يرى نفسه فوق أحد فكلنا راحلون.
شخصيا انا متفاءل بأن الفريق الشيخ خالد الجراح في مرحلة تقييم للأداء وهمه الآن اختيار كفاءات وطنية لتولي مناصب وكلاء مساعدين جدد يستكملون مسيرة العطاء وخدمة هذا الوطن المعطاء في وقت مهم من تاريخ الكويت نظرا لان هناك عددا من الوكلاء الحاليين سيتقاعدون بحكم العمر ونتمنى لهم التوفيق بعد التقاعد، وأكاد اجزم بأن الجراح يراقب الوضع عن كثب، خاصة لوكلاء مساعدين يتولون مناصبهم بالإنابة وهؤلاء القيادات وللأمانة الشديدة أثبتوا كفاءة يستحقون معها التثبيت في اسرع وقت، وأبناء الكويت من منتسبي وزارة الداخلية لهم بصمات كبيرة في جهدهم وعطائهم ويستحقون الترقية لمواصلة العطاء من قبل القيادة العليا بالوزارة.
ادرك ان سنة الحياة تتجلى في مكافأة المجد والمجتهد والمتفاني في أداء واجبه بترقيته إلى الرتبة التي تلي رتبته، ولكن الذين لم تشملهم الترقية.
لا استكثر على وزارة الداخلية ان تكرم شريحة منهم ترى انها بذلت جهدا اكبر حسب رؤيتها حتى لا تؤدي الترقيات إلى ترسبات تؤثر على الأداء الأمني الجماعي باعتبار ان وزارة الداخلية كيان مترابط يكمل بعضه البعض، غاية الأمن والأمان والاستقرار الأمني مطلب ننشده وبإذن الله سوف يتحقق وبإذن الله يتم إنصاف من لم تشملهم الترقية، وبإذن الله يظل ضباط الداخلية من المكافحين والمخلصين لأجل العمل، لا يكلون ولا يملون في خدمة وطنهم ليلا ونهارا تجدهم بميادين العمل، وهذا هو ديدنهم للحفاظ على أمن الوطن وعلى راحة المواطن والمقيم.