من الخطأ أن نتجاهل ما ذكرته إحدى الصحف الزميلة نقلا عن مصدر قضائي بأن 90% من قضايا المخدرات والمحالة من قبل أجهزة وزارة الداخلية تنتهي بالبراءة، بسبب بطلان إجراءات القبض والتفتيش، وحتى أوضح للقارئ المقصود بهذه النوعية من القضايا فهي التي تتم اثر الاشتباه او خلال نقاط تفتيش او عقب بلاغ عن تعرج مركبة او اثر بلاغ يرد الى العمليات عن شخص في حالة غير طبيعية، وبمعنى آخر قضايا «مخدرات الجرم المشهود» رغم وضوح هذه النوعية بشكل لا لبث فيه، بالتأكيد القضاء الكويتي حينما يصدر أحكامه يستند إلى قواعد وإجراءات وأدلة وضوابط وصولا إلى الحقيقة الكاملة.
إذن ما الخلل في مثل هذه القضايا؟ وما الثغرات القانونية التي تستغل وينفذ منها متعاطون يستمرون في طريقهم لعدم العلاج وأيضا لعدم الردع؟ وكيف تؤثر على قضايا المخدرات والتي تحظى باهتمام لافت من قبل كل قيادات وزارة الداخلية يتقدمهم الوزير الشيخ خالد الجراح ووكيل ووزارة الداخلية الفريق عصام النهام بل وتعتبر من أولويات الوزارة خلال السنوات الأخيرة الماضية نظر لارتباطها بالثروة الحقيقة لهذا الوطن الغالي وهي الثروة البشرية؟ وكيف يمكن أن نتجنب الأخطاء التي تقع فيها الأجهزة العاملة في وزارة الداخلية خدمة وحبا لهذا الوطن وحمايته من اخطر آفة تواجها الشعوب في الألفية الجديدة؟
نبدأ بالسؤال الأول، وأرى أن الخلل يكمن في عدم اتباع الإجراءات القانونية الواجبة في مثل هذه الحالات، وهذه الثغرة يمكن التغلب عليها من خلال خبرات قانونية تجدد لرجال الأمن الضوابط الواجب اتباعها حال ضبط شخص بجرم التعاطي أو الاشتباه ثم العثور بحوزته على مواد مخدرة ومسكرة، فيمكن فتح قنوات تواصل بين النيابة والداخلية في هذا الخصوص، بحيث يتم الحصول على إذن نيابي بالتفتيش مع عقد دورات تدريبية لرجال الأمن لتجاوز هذه الثغرات التي تستغل من قبل محامين وينفذ منها متعاطون، أما بالنسبة للسؤال المرتبط بكيفية تأثير هذه الثغرات على قضية المخدرات؟ في بالتأكيد لها تأثير كبير من جهة عدم الردع والعلاج باعتبار أن المدمن إذا لم يجد رادعا فسيستمر في طريق الإدمان، والإجابة عن السؤال الثالث تكمن في التثقيف القانوني لمنتسبي الداخلية وحثهم على اتباع الإجراءات والخطوات السليمة أسوة بما تقوم به قوة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والتي خطت خطوات متقدمة في مجال مكافحة هذه الآفة.
وهنا، لا يفوتني أن اثمن الدور الفاعل المخلص والمتميز والطموح للعميد بدر الغضوري، وللأمانة اشعر بأن هذه الجهود المخلصة سيكون لها الأثر في حماية أبنائنا من آفة المخدرات على الأصعدة القريبة والمتوسطة والبعيدة.
[email protected]