للأمم أحاديث وحكايات، ولكل أزمنة مصائب وأحداث، تمر بها عبر السنين.
وفي حكايات وقصص الغابرين من الأمم السابقة التي قصّها علينا القرآن الكريم وسمعناها صغارا وكبارا قصة الملك النمرود مع نبي الله إبراهيم عليه السلام.
هو الملك النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح عليه السلام، وقد وردت قصته في القرآن من خلال مناظرته مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) (البقرة: 258).
فكانت حكاية الملك النمرود والمتمرد على رب العرش العظيم لها عبرة لأولي الألباب.
هذه كانت حكاية الملك النمرود باختصار، ذلك الملك الذي حكم العراق وفارس، وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن. وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبّر في الأرض وادعى الربوبية وكان ملكه أربعمائة سنة فطغى وعتا وآثر الحياة الدنيا، ووقعت ممالك الأرض تحت قبضته، وكان يعبد الأصنام بل صنع صنما لنفسه وأمر شعبه أن يعبدوه. كما أن شعب بابل العراق كانوا يعبدون الكواكب والشمس.
كانت فتنته من أعظم الفتن في وقتها، فتنة خرجت من بلاد العراق وفارس منذ قرون وقرون، ولكننا إذا نظرنا اليوم في واقعنا فسنجد أن التاريخ يعيد نفسه، فمازالت الفتن تتوالى، فإن مات النمرود، هناك ألف نمرود مازالوا يعيثون في الأرض فسادا، ويسعون الى الفتنة وزعزعة استقرار دول الخليج العربي، فكل يوم فتنة، وكل ساعة مشكلة، يطمعون في السلطة والنفوذ والقوة، ويقومون ببث الإشاعات والأقاويل، وذلك حتى ينخر في جسد العالم العربي المزيد من الفتن وتسري الكراهية بين الشعوب العربية والإسلامية، حتى وصل بنا التخبط بأمور ديننا ودنيانا بسبب هذه الفتن البغيضة.
وقد وجدنا ان العالم العربي والإسلامي دخل في حروب طويلة وللأسف حروب في العالم العربي فقط، حمانا الله من شرور هذه الفتن وغيرها.
[email protected]