يقول الله عز وجل: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
هكذا أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز أنه إذا أراد هلاك قرية، يقوم مترفوها بالفسق فيها، والظلم وعدم الشكر على النّعم، فهنا يحق عليها التدمير بعد فسادها.
إن الناظر إلى الأحداث التي وقعت بعد ما يسمى بالربيع العربي يرى تطبيقاً لهذه الآية الكريمة، فالكثير من الشعوب خرجت وثارت، وقام مترفوها بالفسق فيها، ونشروا الظلم فتحولت دولهم إلى ساحات حرب، وتوغلت فيها آلة التخريب الغربي والصهيوني.
وخير مثال على ذلك دولة ليبيا التي لم تهدأ لحظة بعد سقوط رئيسها وحكومتها، وتنازعتها الأيادي من كل مكان، داخليا وخارجيا، وباتت ساحة للحروب الطاحنة، وانقسمت إلى جهتين متخاصمتين، فئة يناصرها عدد من الدول وفئة ثانية تجد دعما من دول اخرى.
وإذا بحثنا عن الخاسرين فسنجدهم الشعب الليبي المُحاصر بين هاتين الفئتين، وهذا جانب، أما جوانب الصراع الاخرى فهي: العراق وإيران وسورية ولبنان واليمن، فهؤلاء حروبهم لها شكل آخر من خلال السيطرة الدينية والمذهبية، وبسبب تلك الحروب انهارت حكومات ودخلت دول في أتون الحروب، كما أن هناك دولاً تدخلت في هذه الفوضى وأشعلت النيران بين هذه الشعوب العربية المسلمة، وباتت الاوطان لا مكان لها في ضمائر شعوبها، فالمهم هو الغالب في هذه المعارك!!
وهذا يذكرنا بالحروب التي قامت قبل مئات السنين، حين أبيدت دول وممالك عربية وإسلامية كانت سائدة وقتها، بعد أن دخلت الصراعات عليها وانتشرت الفتنة بين شعوبها ونشبت الحروب بينها، فضعُفت وتقسّمت إلى دويلات، واستطاعت الدول الاجنبية استغلال هذه الخلافات وانقضت عليها واستحلّتها.
اليوم نجد هذا النهج القديم نفسه- والذي مضى عليه مئات السنين- يتكرر بين دولنا العربية والإسلامية، ولكن بشكل آخر وغير مباشر، وباتت تلك الدول المشتعلة والمتأججة بالصراعات على شفا حفرة تقودها الى تفكيك نفسها!!
ولذلك، لابد من توحيد صفوف الشعوب العربية والاسلامية ضد من يريد نخر جسد هذه الامة وتفكيكه.
[email protected]