يعاني العالم أجمع - الذي نحن جزء منه - آثار وتبعات فيروس كورونا المستجد، ذلك الفيروس الذي ضرب كل دول العالم، وخلف مئات الآلاف من المصابين وآلاف المتوفين، ففزع الجميع، وهرولوا نحو الإجراءات الاحترازية والقرارات المصيرية لتخفيف حدة الإصابة، وإيقاف تفشيه بين الشعوب.
وكانت الكويت كعادتها دائما سباقة في تلك الإجراءات وهذه الاحترازات، ووقفت أميرا وحكومة وشعبا حائط صد منيعا أمام هذا الفيروس، فعززت مخزونها الاستراتيجي وزادت إنتاجها الغذائي، وباتت الدولة كلها خلية نحل لا تهدأ ولا تنام، وكيف لها ذلك وعلى رأسها قائد الإنسانية الذي لا يرتاح إلا براحة شعبه ومن يقيم فوق بلده، صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي فتح نافذة أمل وتفاؤل بقدرة الكويت على تجاوز المحنة العصيبة. وقد دعا سمو الأمير في كلمة وجهها إلى إخوانه وأبنائه المواطنين والمقيمين، إلى فزعة الكويتيين كافة في مواجهة وباء «كورونا»، مشددا سموه على أننا «نمر بمرحلة دقيقة، وإنقاذ الأرواح أولوية قصوى».
وطمأن صاحب السمو الجميع بالقول: أعلم ما يعتمل في نفوسكم من مشاعر القلق حيال هذه الأزمة، وإذ أتفهم أسباب هذا القلق ودواعيه لأطمئنكم بأن الكويت قد تجاوزت منذ نشأتها الكثير من الأزمات والتحديات والأطماع والمخاطر الجسام، وأكد سموه أن التاريخ سجل للكويتيين مواقف عظيمة وأمثلة رائعة في التضحية والبذل والعطاء والتكاتف والتعاون، حتى كتب الله لهم الغلبة والفوز، وبعون الله وتعاون الجميع سيكون النصر للكويت على هذا الوباء، وأوضح سموه أن المواجهة الفعالة لهذا الوباء تتطلب فزعة كويتية عامة واستجابة وطنية شاملة ووعيا كاملا وتعاونا جادا.
يا أهلي وإخواني الكويتيين الكرام، افتخروا بوطنكم وأبنائه، عززوا الإيجابيات وساعدوا على تجاوز التحديات، واحترموا الأنظمة والقوانين. ساهموا في تقويم السلوكيات من دون تجريح أو إهانة لمجتمعكم، وكونوا مبادرين كما هو العهد بكم، ولا تكونوا هدامين. ساندوا وادعموا كل جميل في هذا الوطن، ولتعلموا أن جهودكم ومساعيكم الحميدة وحرصكم على هذا الوطن والمواطنين والمقيمين فوق ترابه حازت إعجاب العالم، فكل الإجراءات التي اتخذتها حكومة الكويت قامت الكثير من الدول بالاقتداء بها والسير على طريقها.
لك المجد والعلياء يا وطني، فكل يوم وفي كل حادثة تثبت أنك وطن الإباء والفزعة والنخوة، فلم ولن تنسى أبناءك في الداخل، ولم ولن تنسى أبناءك في الخارج، ووفرت كل الإمكانات اللازمة لعودتهم إليك.
الوفاء من شيم الكرام، والغدر من صفات اللئام، والأمين يغير أفكاره لتتناسب مع الحقيقة، والمخادع يغير الحقيقة لتتلاءم مع أفكاره.
اللهم وفقنا لأداء الأمانة، وجنبنا الزيغ والارتياب.
[email protected]