يحكي لي أحد الطلبة المتفوقين عندما سألته عن الضجة المثارة حول نتائج المرحلتين المتوسطة والثانوية فقال:
شوف عمي، ظلم لم يظلم أحد وأنا أقول لك الدليل. راجعت إجاباتي في الاختبار ثم قرأت الإجابة النموذجية التي توافرت بعد الاختبار فاكتشفت أخطاء صغيرة ودقيقة في عدة أسئلة وعندما ظهرت النتائج عملت حسبة دقيقة وجدت أنهم (المصححون) حاسبوني على كل حرف وخطأ صغير لم يطوفوه حتى انهم في أحد الأسئلة خصموا نصف علامة، تصور نصف علامة من سؤال عليه 10 درجات، بسبب خطأ صغير ودقيق وهو حق يجب ألا يزعل منه أحد لكنه «حق زيادة عن اللزوم»، قال الجملة الأخيرة وهو يبتسم بحزن!.
بالنسبة لي أثق بكلام هذا الطالب وأعتقد أنه أصاب كبد الحقيقة في تفسير ما حدث من انخفاض ملحوظ في نتائج طلبة وطالبات المتوسطة والثانوية، وهو واضح جدا (وهذا تخمين وليس خبرا) أنه كانت هناك تعليمات بالتشدد في التصحيح، وذلك كرد فعل معاكس لنتائج العام الماضي التي تفوق فيها الجميع لدرجة أن الجمعيات التعاونية التي كانت تعمل حفلات تكريم للمتفوقين كل سنة توقفت عن ذلك بحجة أنهم كما يقولون لا نملك ميزانية لتكريم المدرسة كاملة بسبب تفوق الجميع.
ولكن كذلك أود أن أضيف من عندي أمرا آخر وهو أيضا اجتهاد شخصي وليس نقلا عن مصادر تربوية، كما اعتدنا سماعه بداية كل خبر فيه تسريب عن موضوع في وزارة التربية.
باعتقادي المناهج تم ضغطها لتتوافق مع نظام المجموعتين «ألف وباء» وتم إلغاء وحذف الكثير من الموضوعات لأنه لديك فقط نصف المهلة لتشرح نفس كمية المنهج السابق لكن حدثت بعض العطلات (عفست الدنيا)، وكذلك اتضح ان المدة غير كافية، فحاول المعلمون بذل قصارى جهدهم في آخر الفصل لإنهاء المنهج، بعضهم نجح والآخر مع الأسف لم ينجح، فقط سرد المنهج سردا من باب إبراء الذمة.
ومن هنا لم يحصل الكثير من الطلبة على حقهم الوافي من الشرح للمنهج بل اعتمدوا على أنفسهم، والمحظوظون أحضروا مدرسين خصوصيين وحتى هؤلاء حتى لو كان المدرس الذي استعانوا به خارقا وعالم زمانه، فالمادة كبيرة جدا ويصعب حشرها في مخ الطالب في يوم أو يومين.
عودة للرأي الذي أبداه الطالب المتفوق بخصوص التشدد في التصحيح، إن كان هذا من باب العدالة فلا بأس به بشرط تطبيقه كذلك على طلبة المدارس الخاصة.
٭ نقطة أخيرة: أستطيع القول مقدما ألف مبروك لطلبة المدارس الخاصة حصة الأسد والنمر والفهد في كراسي البعثات الخارجية هذه السنة باكتساح، الله يوفقهم.
ghunaimalzu3by@