على مدى أكثر من 7 سنوات منذ بداية تعييني في وزارة المواصلات عملت في مراقبة جميع موظفيها من الاخوة الشيعة، وطوال هذه المدة لم أحس بأي تفرقة أو اختلاف في معاملتهم لي عن معاملتهم بعضهم لبعض، ويعلم الله أنها كانت أياما جميلة كانت مليئة بالغشمرة والسوالف الضاحكة بيني وبينهم حتى أنني كنت أقول لهم «أنا صاير حبة خال بينكم، أو كأنني قدساوي مضيع دش الجمعية العمومية للنادي العربي».. وخلال هذه الفترة اكتشفت زيف ادعاءات بعض مدعي التدين من طائفتنا السنية الذين ملأوا رؤوسنا بالأفكار الخيالية والمتطرفة عن إخواننا الشيعة، فقد وجدتهم أناسا عاديين مثلنا مهمومين ومشغولين بتفاصيل حياتهم اليومية، فهذا يحاول إيجاد شقة إيجارها مناسب لدخله لكي يخرج من بيت والده، والآخر عنده ولده «ملوع كبده» لا يريد أن يدرس وليس هناك وظيفة تقبله بمؤهله الدراسي الحالي، وهكذا.. فهم ليسوا مشغولين بنا بل ولا يسهرون الليالي يحيكون المؤامرات لنا، ولا هم مشغولين بكل ما يسيء لنا، بالعكس هم أناس طيبون متسامحون يحبون هذا الوطن مثلنا بل وأكثر.
لذلك استغربت عندما وقعت على حساب التويتر لأحد المغردين الذي نصب نفسه حامي حمى الطائفة الشيعية، ولكن الغريب واللافت للنظر هو أنني لم أره يهتم أو يتبني قضية واحدة حقيقية تدخل في صميم وأعماق المجتمع الشيعي، فقط هجوم وراء الهجوم، على الطرف الثاني والسعي بكل إخلاص للإساءة له والتشنيع به بأبغض الوسائل، فهو في إحدى تغريداته القبيحة يقول «يقطر الدهن من لحاهم غير المهذبة بعد وجبات دسمة يأكلونها دون أن يشكروا ولي نعمتهم»، أين مصلحة الشيعة في استعداء والسخرية من قطاع كبير من الشعب الكويتي.
ما الفائدة التي سيجنيها اخواننا الشيعة من تصوير إخوان لهم في الوطن والدين بهذه الصورة التعيسة.
الذي يحب الشيعة ويبحث عن مصلحتهم يحب الكويتيين كلهم ويبحث عن مصلحتهم، ومصلحة الكويتيين هي في الوحدة الوطنية وفي الحديث عن الأشياء التي تجمعنا، وطرح الحلول الناجعة لمشاكلنا وهمومنا التي هي واحدة سواء سكنا في صباح الناصر أو كنا من سكان الدسمة، فكلنا نعاني من نفس المشاكل.
فكما أن هناك مدرسة سيئة في صباح الناصر هناك مدرسة تعبانة في الرميثية، وكما أن هناك مستوصفا يعالج جميع الأمراض بالبنادول في الفردوس، هناك كذلك مستوصف يعالجك الدكتور فيه ويكتب لك الوصفة قبل أن تدخل عليه في بنيد القار، فكلنا في الهم كويتيون، لا تقل لي شيعيا أو سنيا، بل قل كويتيا فقط.
في النهاية أود القول إن السنة والشيعة في الكويت يقتربون أكثر من بعضهم كلما ابتعدوا عن المتطرفين من الطرفين الذين يزيدوننا شقاقا ويقتاتون على اختلافاتنا، تعالوا نقطع عنهم الماء والكهرباء بابتعادنا عنهم وعن بضاعتهم الفاسدة التي يحاولون ترويجها بيننا، نحن عشنا على هذه الأرض وسنعيش إلى ما شاء الله..ولن يفرقنا هؤلاء الشواذ، فلنبتعد عنهم، ونقترب من الوطن الذي يجمعنا كلنا.
تويتر: ghunaimalzu3by