يواجه البلد مشكلة حقيقية تتمثل في وجود مئات الآلاف من العمالة بدون وظيفة أو مدخول بسبب أزمة فيروس كورونا التي قلصت سوق العمل وحرمت هذه الألوف المؤلفة من المال حتى لشراء قوتها اليومي.
الوضع ليس مبالغة ولا تهويلا لكنه واقع تنقله لنا الخدمات الإخبارية والصحف اليومية.
في البداية، بادرت بعض الجمعيات الخيرية لحملة تبرعات وطنية جمعت منها مبلغا لا بأس به يقدر بعدة ملايين، لكنه كان مثل النقطة في البحر تم التهامه في أيام غير الذي شاب عملية التوزيع من شكوك نربأ بالجمعيات الخيرية منها، لكنه وضع معقد وأزمة غير مسبوقة، فذهب جهد تلك الجمعيات الخيرية وتبرعات أهل الكويت وكأنها لم تكن، ثم بدأت المبادرات الفردية والجماعية لثلة من المواطنين الخيرين لكنهم أيضا صدموا بالكم الهائل من البشر المحتاجة مما أنهكهم وأدخلهم في دائرة التعب الشديد، غير بعض التصرفات الفردية التي كادت تتسبب في مشاكل وتسيء لسمعة الكويت من فئة عشقت التصوير وهو أمر غير عادل ولا منصف للمحتاج وكأنك تشهر به، وهناك جانب خطير جدا في موضوع التطوع لتقديم الغذاء في الكويت وهو تعرض هؤلاء الشباب والشابات لخطر العدوى من تلك التجمعات، فكما لاحظنا العديد منهم لم يكن يرتدي وسائل الوقاية من العدوى، وفي نهاية اليوم يذهبون لعائلاتهم جالبين معهم العدوى.
برأيي، أتمنى أن يصدر قرار حاسم وصارم من وزيرة الشؤون د. مريم العقيل بوقف كل الحملات التطوعية والخيرية من تقديم أي شيء لتلك التجمعات البشرية فورا.
طيب ما البديل؟ البديل عند وزارتي التربية والصحة، فهاتان الوزارتان تتعاقدان كل ٣ سنوات مع شركات لتقديم الأغذية، ففي وزارة «التربية» تقوم شركة توزيع الأغذية بتوزيع أكثر من ٥٠ ألف وجبة يوميا على كل رياض الأطفال في الكويت خمس مرات في الأسبوع.
تصوروا هذا العمل الجبار مضبوط كالساعة لا يتأخر دقيقة واحدة، فهذه الشركة وغيرها من شركات الأغذية الكبيرة في الكويت لها أساطيل ضخمة ومطابخ عملاقة ومخازن مثلجة أكبر من عدة ملاعب لكرة القدم مجتمعة مع بعض، هذا ما قصدته في عنوان المقالة فليذهب الهواة وليأت المحترفون، التعاقد فورا مع تلك الشركات وتحديد أماكن وطرق التوزيع لها وأشترط عليها أن عمالتها هي التي توزع ولا تستعين بمتطوعين وهواة.
هذه الأزمة على صعوبتها وقساوتها ستعدي ولكن لنجتازها بأقل الخسائر فليجلس الهواة وليأت المحترفون في كل المجالات.
نقطة أخيرة: منظر مؤلم وقاس أن ترى شبابا وشابات صغارا على الرغم من حسن نيتهم وسط تلك الجموع الغفيرة، هذا الأمر أكبر منهم وأكثر شيء نحتاجه حاليا للخروج من هذا الوباء بإذن الله بأقل الخسائر هو ناس أقل في الشارع.
ghunaimalzu3by@