بين فترة وأخرى نستيقظ من نومنا على انتهاك جديد أو حلقة جديدة من حلقات الصلف الصهيوني، وفي كل مرة نجد الانتهاك أقوى وأبشع مما سبقه، كل شيء يتغير من حولنا والانتهاكات والاعتداءات تختلف من مرة إلى أخرى، والشيء الوحيد الذي لم يتغير هو موقف كل من إسرائيل والعرب، فإسرائيل لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم في حق العرب والمسلمين حتى وصل هذا النظام الصهيوني إلى أعلى مراحل العدوانية والإجرام، وفي نهاية المطاف وصل إلى مرحلة من الاستخفاف واللامبالاة والاستخفاف بكل القرارات والقوانين الدولية، وبدأ ينتقل من جريمة إلى أخرى أفظع وأبشع، هذا من جهة العدو الإسرائيلي المتعنت، وعلى الجانب الآخر الكل سيتعجب كيف أن موقفنا كعرب لم يتغير أيضا؟ نحن عندما يقوم العدو الصهيوني بارتكاب جريمة جديدة لا نفعل شيئا سوى القول بأننا ندين وبشدة انتهاك واعتداء إسرائيل على فلسطين وأبنائها، ندين وبشدة اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية الذي يحمل معونات إنسانية، ندين وبشدة إسرائيل عندما قتلت مبعوثين للسلام كانوا على متن سفن الحرية ندين.. وندين... وندين.. وندين.. إلخ حتى قامت إسرائيل منذ عدة أيام بانتهاكها الجديد وليس الأخير، عندما قامت باعتداء سافر على لبنان، ونحن لم نفعل شيئا سوى أننا ندين ونشجب، فهل من المعقول أن إسرائيل ستتوقف عن ارتكاب الجرائم بسبب هذه الإدانات؟!
أشعر وكأن إسرائيل ملت هذه الإدانات وأصبحت تستخف بالعرب جميعا وأيقنت جيدا أن العرب لا يتحرك فيهم إلا شفاههم.. هذه المرة قام العدو الصهيوني بالاعتداء على الجيش اللبناني عند الحدود بسبب دفاع بعض الجنود اللبنانيين عن شجرة خضراء داخل أراضي بلدهم، وقام الصهاينة بإطلاق النار وحاول اللبنانيون الرد عليهم، فقام الجنود الإسرائيليون بإطلاق قذائف بواسطة إحدى الدبابات مما خلف سقوط 3 قتلى من الجيش اللبناني وأحد الصحافيين وبعض الجرحى في مقابل إصابة جنديين إسرائيليين، وبذلك أضافت إسرائيل إلى سجلها الإجرامي المليء بالسواد خرقا جديدا للأمن والسلام.
لن ألوم إسرائيل وحدها فيما يحدث وفيما تفعله، فنحن شركاء لها سواء فلسطين أو لبنان فالجانبان ساعدا إسرائيل في تحقيق أمانيها بسبب الاختلافات والانقسامات الموجودة بين الكتل السياسية في البلدين، مادمنا أصبحنا نهتم بالمناصب وابتعدنا عن الاهتمام بالأرض والوطن مادام العرب جميعا «كل يغني على ليلاه» فويل لنا وهنيئا لإسرائيل تفرقنا.. متى سيكون لنا موقف رادع ومؤثر تجاه هذا الكيان الصهيوني الذي استباح قتل أبنائنا وتدنيس أرضنا؟ متى سيكون ردنا أقوى من الإدانات الشفهية ومتى سنرى «فتح» و«حماس» تحت قيادة رجل واحد؟ ومتى سنرى أحزاب لبنان وطوائفها تحت راية واحدة ورأي واحد؟ عندما يحدث ذلك ستجد إسرائيل من يصدها ويقف في وجهها ويردعها عن كل هذه الانتهاكات، وستظل الكويت داعمة لكل العرب بمواقفها تجاه هذا العدو الإسرائيلي ورفضها التعامل معه نهائيا في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية، فهكذا تكون المواقف وليس بالإدانات فقط.
حماك الله يا كويت وحماك الله يا لبنان يا هوليوود الشرق
وحماك الله يا شجرة الأرز، ويا شاطئ الروشة
وحفظك الله يا معالم بعلبك ويا شارع الحمرا
بحبك يا لبنان يا أخت الخليج ويا دلوعة العرب وساحرة الغرب
سأظل أحبك يا لبنان مادام القلب ينبض باسمك والعين ترى رسمك