قبل أيام اختتمت فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي السابع تحت عنوان (الألفية الرقمية إلى أين؟!) الذي تحتضنه الشارقة سنويا تحت رعاية وحضور سمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى - حاكم الشارقة.
والذي افتتحت فعالياته برحلة تأمل رقمية إلى عام 2042 وعودة إلى 40 عاما إلى الوراء!
واستهل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي - رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام حديثه الذي أخذنا به إلى المستقبل وتحديدا إلى عام 2042 ودعا الحضور جميعا إلى التفكر والتدبر في بعض توقعات المستقبل الرقمي الذي نعيش تطوراته الآن وكيف هي آلية استخدامه سواء على نطاق الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد، وضرب أروع الأمثلة في كيفية التعامل مع مثل هذا التطور الذي ينتظرنا هناك في المستقبل الذي لا يكاد يكون بعيدا، وفي الحقيقة قد لمسنا الكثير من الوعي والثقافة والعقل التنويري لعقلية شبابية يفتخر بها كل شاب يبحث وينتظر المستقبل وخفاياه!!
وقد برر القاسمي رحلته الرقمية إلى المستقبل قائلا: قد تبدو هذه الأفكار الخارجة عن نطاق إدراكنا الحالي غريبة نوعا ما وغير قابلة للتطبيق ولكن يجب أن نتذكر أنه منذ 15 سنة فقط لم يكن لنا أن نتصور أن نحمل مكتبنا ومنزلنا وحسابنا المصرفي وكتبنا وصورنا كلها في جيبنا وفي آلة واحدة اسمها الهاتف الذكي مؤكدا أهمية التفكير في مستقبل الاتصال الإنساني وطبيعة تواصل الحكومات مع شعوبها في المستقبل في سياق هذا التطور الجذري الهائل في طريقة تواصلنا مع بعضنا وتواصلنا مع الآلة.
ثم جاء سمو حاكم الشارقة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي بمفارقة جميلة خلال كلمته التي ألقاها على حضور المنتدى ليعود بنا في رحلة مع الزمن إلى أربعين عاما مضت بعد أن عاش الجميع رحلة المستقبل مع رئيس هيئة الشارقة للإعلام! مؤكدا بها ما جاء في رحلة المستقبل الرقمية! بأن الدول التي عانت من الهزيمة في الماضي هي ذاتها الآن التي تعتبر كبرى الدول في الصناعة والتكنولوجيا.
ولكنه قدم تحذيرا واضحا يدل على خوفه من سلبيات التطور التقني على أبناء الوطن العربي المستقبل قائلا:«لابد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل وإنما نحصنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب».
في هذه المفارقة الرائعة هي رسالة إلى العالم أجمع انطلقت من عاصمة الثقافة «الشارقة» بفكر عربي يتحدى المستقبل ويخاف من سلبياته، ويدعو الى التطور بكل معانيه ليكون في صالح الحكومات بعيدا عن تدمير الشعوب وبعيدا عن السلبيات بكل أنواعها.
واستمر المنتدى على مدى يومين ليقدم تجارب النجاح من قبل صناع النجاح في العالم أجمع، أي على مدى 48 ساعة من تغذية العقل والفوائد الجمة التي رافقت مودعي المنتدى بعد انتهاء فعالياته!
تكاد هذه الرسالة التي عانقت السماء وصالت وجالت في الفكر العلمي والعملي للعقل العربي، لتأهيله وتنويره وعدم الانصياع للمستحيلات ليبقى الأقوى والأنفع للأوطان والشعوب، بوجود الإرادة وعدم الالتفات للهزيمة والعثرات التي قد تواجه الغالبية.
شكرا للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي وشكرا لحكومة الشارقة وشكرا بحجم السماء للحاكم الملهم الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي.
[email protected]