أما وقد انتهت انتخابات مجلس الأمة 2023 وقال الشعب كلمته باختيار ممثليه، نبارك لمن استحق هذه الثقة، ونقول إن الخير فيما اختاره الله لمن لم يحالفه الحظ، سائلين المولى عز وجل الخير للبلاد والعباد.
إن الحماس الظاهر بعد عملية فرز النتائج أثمرت عنه ردود أفعال الفائزين وناخبيهم بطرق مختلفة، منهم من فرح بطريقته الخاصة بالأهازيج، ومنهم من أطلق صرخته بالوعيد تجاه أي تقصير.
وقد لفت انتباهي خطاب النائب فهد فلاح بن جامع الذي لقي ردود أفعال إيجابية كثيرة، وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كان خطابه يتسم بالهدوء وبكلمات مختصرة لها عمق في المعنى ورسائله التي اتسمت بالبعد السياسي والاجتماعي.
هكذا خطابات لا تخرج إلا من شخصية تربت على الهيبة والرزانة في الحديث، لاسيما دعوته لخدمة حاجة المواطنين التي لم يقتصرها على أبناء قبيلته أو دائرته الانتخابية، وإنما دعا بها جميع أبناء الشعب الكويتي، إضافة إلى تركيزه بشكل متكرر على أن من يريد كسب الأجر والطيب على حسابه الشخصي فهو مرحب به، وكأن لسان حاله يعبر عن سعيه لرد الجميل لمن انتخبه وهم أبناء الشعب الكويتي، وأن هذا الأمر ينطلق من واقع شعوره بالمسؤولية وتعزيز ركيزة الوحدة الوطنية، وهو الأمر غير المستغرب على مثل هذه الشخصية التي تربت في بيئة المشيخة والكرم، وأكد في خطابه أن صفة النائب لن تغير من سلوكه وطباعه التي تربى عليها.
شخصية النائب فهد فلاح بن جامع، عرفها أكثر السياسيين بالشخصية الرزينة التي تفرض احترامها على الكبير قبل الصغير، شخصية لا تستعجل بالتعبير والإظهار عن ردة الفعل ما لم تكن تمس الكرامة أو تجاوز الخطوط الحمراء التي تعنيه، وإنما هي شخصية تتسم بالهدوء وردة الفعل المدروسة، أي أن الحكمة في التصريح أو الفعل هو الغالب على هذه الشخصية، وبصورة أخرى من يتجاوز معه الخطوط الحمراء من مبادئه تجده شخصية مختلفة تماما، لذلك أغلب من تعامل معه يكن له الاحترام والتقدير.
نسأل الله لك التوفيق والسداد يا بوفلاح وأن ينفع بك البلاد والعباد.