في يوم الخميس الماضي، شيعت الكويت أحد رجالاتها البررة والمخلصين الذين عاصروا كويت الماضي وساهموا في نهضتها.
وهو من الجيل المخضرم الذي لا يعوض أبدا انه العم الكبير ناصر محمد الساير، طيب الله ثراه.
عاش «بوبدر» رحمه الله حياة الكفاح في بداية حياته هو وأخوه الراحل بدر محمد الساير، وقد أسس شركة الساير في حقبة الخمسينيات وهي الوكيل الحصري لسيارات تويوتا ولكزس في الكويت، وجعل من هذه الشركة نموذجا يحتذى من حيث الجودة والمصداقية وخدمة الكويت وأهلها، وأسس أيضا شركات عدة، ونال عدة مناصب قبل الاستقلال منها عضوية نادي المعلمين، وبعد الاستقلال، ومع بداية الحياة النيابية أراد أن يؤكد حبه للكويت من خلال العمل البرلماني المخلص وخدمة الشعب، فتقدم لانتخابات المجلس عام ١٩٧١ وأكد الشعب حبه لناصر الساير فمنحه شرف تمثيل الأمة وفاز بالانتخابات، وكان من خيرة نواب مجلس الأمة.
كنت مع حلول شهر رمضان أحرص على زيارة العم «بوبدر» وكان يستقبلني رغم صغر سني بحفاوة بالغة وتقدير كبير.. فهو يوقر الصغير والكبير والغني والفقير والبعيد والقريب، وكان دائم البسمة أمام ضيوفه، ولا يوجد به تكلف بل كان من جيل الرواد الذي عرفوا بنقاء السريرة والتلقائية، وهكذا كان «بوبدر» ـ رحمه الله ـ ولا يستغرب الطيب من أهله.
وبإذن الله سيستمر ذاك العطاء الذي أسس أركانه الراحل ناصر الساير وشقيقه بدر الساير، وما صنعاه من صيت طيب سوف يستمر عليه ابناؤه وفي مقدمتهم الفاضلان فيصل الساير ومبارك الساير، فهما يملكان طيبة وتواضعا وأخلاقا مثيلة لأولئك الكرام الراحلين، ختاما أتقدم بخالص العزاء للكويت كافة ولعائلة الساير الكريمة وأقول لهم إن مئات المشيعين الذين رأيناهم في مقبرة الصليبخات عند تشييع الفقيد هي خير دليل على طيب ذاك الفقيد، فنسأل الله أن يغفر للعم ناصر الساير ولجميع موتانا وموتى المسلمين، والبقاء لله وحده.