«أحلى الكلام» صفحة من الزميلة «الوطن» الصادرة في مملكة البحرين الحبيبة. حين يتصفح الواحد منا جرائد صادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي يشعر كما لو كان تصفح إحدى الجرائد الصادرة في «أحلى البلاد» الكويت الغالية فنلمس اللغة ذاتها والعرض نفسه والفكر المتشابه والاتجاه المشترك والأحلى المفردات نفسها. كل ما سبق يجعلك تحلق عاليا مع أي كاتب يشدك مقاله، أو شاعر يجذبك فكره أو ناقد يشغلك رأيه، لكن الأجمل أن تقرأ قصيدة فيها من المعاني الكثير ومن جماليات اللغة المحلية الأكثر، قد لا نعرف جيدا كاتبها لكننا نؤمن أنه يملك حسا فنيا وثقافة تمثلت في حسن اختيار المفردات وقدرة فائقة على توصيل مراده ومشاعره للآخرين.
«أنا وأنتِ» شعر الأستاذ بدر الدوسري في «الوطن» البحرينية تحت عنوان «صباح البنفسج» في عدد السبت 24 أبريل ربما يتفق البعض معي حول جمالية ما كتب وربما يختلف البعض الآخر حول ذلك، لكنني لست بناقدة ولا أملك القدرة على الولوج في فنية النقد أو إمكانيات الشاعر الشعرية أو لدي الإمكانيات لمعرفة قواعد الشعر وبحوره وإن كنت درسته في الجامعة بالتفصيل وتفوقت فيه آنذاك لكن الممارسة شيء والتعلم شيء آخر.
لقد طالعت القصيدة من زاوية الذوق الفني، فشدتني الفكرة وأثرت في نفسي المعاني واتفقت معها من زوايا العاطفة وجماليات الكلمة وترابط العبارات، ووجدت في القافية مقدرة فنية رائعة وفي اختيار الفقرات صورة حسية جميلة ونالت في داخلي الرضا وسحبتني بهدوء سلس نحو كل كلمة وفكرة وشدتني جماليات التحكم باللهجة وتملكتني رغبة ملحه للاستمرارية في القراءة أكثر من مرة فأراه يقف شامخا حين قال «عرايا.. وإن لبسنا ثياب» وقويا بقوله «أنا جرح طعن رمحه ورمح ما ترك جرحه».
وجميلا في سجعه «أنا الوسواس أنا الكناس أنا الخناس»، ورفعني عاليا حيث الخيال حين كتب «وشاعر خانته الجدران.. ايدين تشكل اللوحة ولكن.. وينها الألوان» أو كما قال «شوارع تمضغ الحيرة.. أنا مثلك غصن بردان» فما أجمل «صباح البنفسج» وما أجمل ما جاء فيه.
[email protected]