قد يعترض البعض على استخدام كلمة «الحريم»، لكنها مقصودة فعصر الحريم هو العصر الذي امتهنت خلاله المرأة في جميع الحضارات، وهو العصر الذي ضاعت فيه كرامة المرأة.
العنف الأسري الذي يناقش اليوم من أصحاب الاختصاص له آثار سلبية على الأسرة بجميع أطرافها: زوجة، وأبناء والذي ينعكس بالتالي على شكل العلاقة بين الزوج والزوجة بالذات فتكسر في داخل الزوجة أشياء.
لأول مرة أدرك إحصائية ضرب المرأة في الكويت وأنه للأسف العنف الأسري موجود هنا.
مد اليد على أي إنسان أمر مرفوض، فالخادمة في البيت حين تطولها يد صاحبة البيت أو صاحبه يعتبر هذا من الأمور المرفوضة في شرع حقوق الإنسان، ووزارة التربية حين منعت الضرب في المدارس أرادت أن تربي أبناءنا على احترام النفس وتقدير الآخرين والاعتزاز بالكرامة. فكيف يكون الحال حين يرى الابن أمه تمتهن أمامه ويد الأب تمتد مرارا وتكرارا؟
قد تستخدم الزوجة نفس الآلية في التعامل مستخدمة ذات الأسلوب في مد اليد، فهناك زوجات أقوى في البنية من أزواجهن، فهل تضرب الزوجة زوجها؟ لقد عرفت أيضا أن هناك من الزوجات من تعتدي على الزوج بالضرب والرفس أحيانا، إن استخدمت المرأة هذه الطريقة في التعامل فهي لاشك مذنبة، وفعلها هذا مرفوض في جميع الشرائع، لكن السؤال الذي يفرض نفسه ماذا لو مدت المرأة يدها دفاعا عن النفس؟
تقارير المخافر تعطي أرقاما مهمولة لضرب الزوج لزوجته، ووجدت المرأة أن في لجوئها للشكوى عند جهات الاختصاص حفظ لحقها فيما بعد بكف أذى الزوج عنها وتعهده بعدم التطاول عليها مرة أخرى وكذلك لما يعود عليها بالفائدة حين ترفع قضية الطلاق منه. فأي أسرة تقبل أن تدخل ابنتها المخافر شاكية؟ ومن المرأة التي تقبل أن تشهر بنفسها أو أسرتها؟ ومن الأم التي تقبل أن تهز صورة الأب أو صورتها أمام الأبناء؟ من هذا المنطلق فإن غالبية النساء الكويتيات يسكتن عن حقهن ويصبرن على ما بلاهن الله به لكن الى متى؟ فلابد أن ينفد الصبر ويظهر الجانب الآخر لمن اتخذت الحلم شعارا واتق شر الحليم إذا غضب.
المرأة حين تدافع عن نفسها برد أذى الزوج عنها وتعامله بالمثل، اليد باليد والسن بالسن والبادي أظلم، هل تخرج في هذا الدفاع عن النفس عن المثل العليا أو عن المألوف؟ إنه من غير المعقول أن تقبل الزوجة بالضرب والإهانة من الزوج، فلا تربيتها ولا تعليمها وثقافتها تجعلها تتقبل ذلك، فهناك أطر أخرى للتحاور والنقاش والتفاهم.
الزوجة في بيت الزوج أمانة وضعت بين يديه، أمره الشرع أن يحافظ عليها، وهكذا وعد ولي أمرها، وهكذا عاهد ربه فعليه أن يعاملها بالحسنى وإلا فتسريح بإحسان كما قال الله عز وجل.
[email protected]