دائما ما يقال إن حب النفس بدرجة تبعد صاحبها عن الأنانية فيه مصلحة لها ودليل على سلامة الروح والانطلاق نحو السعادة والشعور بالرضا، كما أن حب النفس فيه شفاء من كل الأمراض النفسية المصاحبة للحزن والاكتئاب.. كي تشعر بالرضا يجب أن تحب نفسك وكي تحس بالسلامة العقلية والنفسية يجب أن تحب ذاتك..
دعوني أعترف.. أنا لم أحب نفسي يوما.. دائما وأبدا أحب الغير أكثر.. من هم هؤلاء الغير؟ أم.. زوج.. أبناء.. إخوة وصديقات.. حتى زميلات العمل لطالما سامحت بطيبة نظر إليها البعض على أنها سذاجة وضعف وعبط.. قليل من قدر بي اغفال الذات وتفضيل الغير.. قليل من عاملني بالمثل في زمن ينظر للطيب ويوصمه بالضعف.. حتى يتغير البعض عليك لحد التجاهل والتحقير وفي ظهرك يمدحون طيبة بشكل مخفي.. تعلمت أن الإيثار صفة الأقوياء ولصيقة الأنبياء ولكني لست قوية ولن أكون مقاربة لنبي..
لذا بعد تجارب مريرة أردت أن أصرخ بعنف القهر والظلم لأن أعلن ذاتي لمن نكر ذاتي واستهتر بطيب تعاملت معه بحسن نية.. أردت تبديل الجلد تحت بند الحاجة، أردت إعلان الذات ورفض المردود السلبي لطيب وإيثار.. نظر لي البعض متعجبا والآخر مستنكرا فالطبع يغلب التطبع.. هل أحب نفسي اليوم كي أقيها مرض الموت ألما؟ متى؟ بعد هذا العمر.. بعد خساراتي.. ضياعي.. إحساس الحزن على النفخ في قربة مقطوعة.. شعور بالضياع والفراغ.. بعد اكتشاف متأخر أن الكل يحترم القوي والأناني والمتكبر..أن الكل يخاف المحاسب والمعترض والكاذب ويقلل من شأن الصادق والطيب.. يستمع جيدا للمعترض والمنافق ويسد أذنا للصريح والواضح هل نحن في زمن معكوس؟ زمن ملعون لا لون له.. مغبر بلونين أسود رمادي..
إحساس أن كل ما فعلته للغير ضائع.. صوت الطيب كأنه قادم من قعر بئر.. غير مفهوم الكلمات.. مجهول المعنى.. لا أصل له..
اكتشافاتي متأخرة.. هل أحب نفسي الآن؟ أم فات الأوان؟ لكنها صرخة داخلية لمعالجة الذات العطبة من إنكار الذات ومن إنكار الغير..
لكني سأحب نفسي بدءا من اليوم وللغد ولن أحسب رضا الآخرين، فرضا الناس حقا غاية لن تدرك.. فعذرا لن تجدوني كما كنت فأنا لم أعد كما كنت..الصدمة التي لا تكسر تقوي..
[email protected]