يقال إن الفرد حين يكره ويصبح له أعداء هو فقط الذي يعاني من حقده وكرهه على الآخرين، لأنه في ذات الوقت يعمل على إيلام قلبه ويتعب عقله وفكره ويحول ساعاته كلها لتفكير حاد السواد ينصب على هؤلاء مفكرا في طريقة إيلامهم أو الانتقام منهم أو الدعاء عليهم أو التفكير في كيفية إلحاق الأذى بهم، بينما هؤلاء الغير ممن هو مغضوب عليهم لا يشعرون بمشاعره السلبية ولا يهمهم أمره أو الإحساس الصادر منه إليهم ولا يعنيهم أن أحبهم أو أكرههم. إن القلب يتألم بصورة مخيفة حين يشعر بالكره والحقد على الأفراد وحين يسيطر عليه كره من نوع ما، فيحدد مساراته ويوجهه بآلية قد تدمر فيه المنطق وتؤذي لديه الروح والعقل.
الحياة قصيرة مهما طالت ومهما امتدت والسنوات التي يغلفها الحب وتحتويها المحبة هي السنوات الخالدة في عقول وقلوب الآخرين، بينما السنوات التي يكثر فيها النزاع والتآمر هي التي يكون مردودها على الجسد أمراض مزمنة وعلى الروح تقرحات قد لا يشفى الإنسان منها، فمتى ملأ الحب قلبا نال به، ومن خلال محبة الله أولا ومحبة الآخرين ثانيا، وينعكس ذلك على الأسرة والمجتمع انعكاسا إيجابيا برفع الروح المعنوية ونشر سلام القلوب فيهما. نحن نتعب عقولنا في التفكير حين نكره ونجهد قلوبنا حين يملأ الحقد هذه القلوب ونشعر بسلبية حمقاء تجاه الغير بينما هؤلاء الغير لا يصل إليهم ما نحن فيه من مشاعر جافة ناحيتهم فيهنأ نومهم ونأرق نحن.
الله سبحانه وتعالى نادى بالمحبة والسلام في دينه وكتابه الكريم ومن خلال نبيه صلى الله عليه وسلم فلو تمسك الواحد منا بدينه وفهم كتابه واتبع سنة نبيه لأدرك جيدا الضرر الواقع علينا أولا من كره الآخرين وعلى المجتمع والأسرة ولفهم جيدا غضب الله في هذه اللحظة حين يعاقب ولا يبارك لنا في ولد أو زوج أو مال.
أتمنى أن تصفو الأنفس وتدرك حقيقة أن الحياة إلى زوال وأن مصير الإنسان تراب، فهو من التراب وإلى التراب.
[email protected]