المتابع المنصف لدورة الخليج منذ انطلاقتها يدرك صعوبة الظروف التي مرت بها بداية من ضيق الوقت ومرورا بتواضع الإمكانيات نتيجة لعدم الاستعداد ووصولا الى الخلافات التي تشهدها الساحة الرياضية الكويتية.
نعم هناك إخفاقات وتجاوزات وشبهات تنفيع، ومقدمة المقال ليس تبريرا لكل ذلك ولكن للوصول الى تقييم واقعي ومنطقي لكل الأحداث.
اللجان المكلفة غير مكتملة وربما بعض كوادرها غير مؤهل لمثل هذه المناسبات الكبيرة التي لا تحتاج الى الرياضيين فقط لإنجاحها وإنما تتطلب جهود الجميع في الحكومة والقطاع الخاص لتوفير الاحتياجات والمتطلبات لجماهير غفيرة ستتوافد لمتابعة منتخباتها.
كل الإخفاقات والانتقادات وجهت الى الوزير خالد الروضان كونه يأتي على رأس الهرم في التنظيم لهذه البطولة وهو أمر طبيعي.
وهنا يجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما، الأول أن يترك الأمور تسير، كما هو الحال في الافتتاح والمباريات الأولى على ان يحاسب ويقيم بعد انتهاء البطولة وهنا الخطأ الكبير الذي سيجعل الكل يرفض كل المبررات لتقصيره.
أما الخيار الثاني فهو ان يشكل الوزير فريق طوارئ يتابعه شخصيا يزوده بتقرير مفصل عن جميع الإخفاقات والانتقادات ومعالجتها فورا ويستمر هذا الفريق بتقاريره اليومية حتى نهاية البطولة حتى وان تطلب الأمر وجود خط ساخن لاستقبال الملاحظات من الجماهير ومن هناك ستنتهي بعض المشكلات قبل ان تبدأ وتصل الى الرأي العام..
ولعل من ابرز هذه المشكلات مسألة دخول الجماهير والخدمات المقدمة أثناء سير المباريات فمن غير المنطقي الشكوى من عدم وجود مياه للشرب وعدم توافر الكافيهات والمطاعم في الوقت الذي يتحدث الوزير نفسه عن دعم الشباب الكويتي والمشاريع الصغيرة وهو من يمتلك القرار في فتح المجال للمشاريع الشابة للاستفادة من هذه البطولة والمساهمة في تلبية حاجات الحضور وبالتالي المساهمة في النجاح الذي سيكون في النهاية لصالح الكويت ولصالح الجهات المنظمة..
والرسالة للروضان وفريقه نعم هناك صعوبات ولكن لا يزال الأمر بأيديكم لمعالجة الخلل وتعويض النقص خصوصا ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، تكفل بتكاليف البطولة واختصر عليكم مراسلات وطلبات قد تحتاج الى الكثير من الوقت للموافقة...
الوزير الروضان باختصار انت بحاجة الى شباب كويتي «يحذف الغترة» و«يثني الركبة» يعمل بعيدا عن الأضواء ولا يرى نفسه محسوبا على فلان الذي يريد إنجاح البطولة ولا علان الذي يفرح بأي إخفاق.. هذا ودمتم.