أتابع منذ فترة عمل مجموعة من الشباب الكويتي حول تأسيس شركة كويتية متخصصة بالخضار والفواكه تقوم على التمويل الجماعي.
في بداية الأمر توقعت أن الأمر لن يتجاوز فكرة تطرح وأحلام شباب ستنتهي بمجرد البدء في الخطوات الأولى لتقف كما توقف قبلها الكثير من الأفكار والمبادرات.
مع مرور الأيام أصبح الحديث أكثر جدية وأصبحت الاجتماعات بأسلوب علمي ومحترف.
ولا زالت توقعاتي نفسها فالعقبات أكبر مما تتوقع هذه المجموعة من الشباب المندفع.
ومع مرور الأيام أجبرني طرح القائمين على التأسيس وما تقدمه هذه المجموعة من أفكار أن يكون الأمر على محمل الجد، وقررت أن أدخل في التفاصيل، واستمعت إلى بعض من المؤسسين لشركة «الجودة»، لتتبدل الأفكار، فالأمر أصبح واقعا مقنعا بناء على الأرقام التي تطرح والأفكار القابلة للتنفيذ، وفي حال تنفيذها سيكون النجاح حليف هذه الشركة.
حاولت وأعترف أنني كنت أقصد من بعض الأسئلة إيجاد الثغرات في فكرة وعمل الشركة وطرحت العديد من الأسئلة لتصل الإجابات المقنعة، وأولى هذه الإجابات وأكثرها منطقية أن عملاء هذه الشركة موجودون قبل أن تنطلق أعمالها، وهم أعضاء الفريق المساهم في تأسيس الشركة، وهم عدد من أصحاب المشروعات المختلفة الذين تقوم تجارتهم على الفواكه والخضراوات من أصحاب مطاعم ومحلات عصير تنتشر في جميع أنحاء الكويت والذين تصل تكاليف تزويد مشاريعهم بالمواد عشرات الآلاف للمحل الواحد.
نقطة أخرى لا تقل أهمية وهي ذهاب هؤلاء الشباب إلى المنتجين والمزارعين الكويتيين والاتفاق معهم حول آلية الحصول على محاصيلهم بطريقة تضمن جودة المنتج والسعر المناسب.
والجميل في هذه النقطة أن أصحاب المزارع والمنتجين الكويتيين قدموا كامل الدعم لدرجة أن أحدهم ولا يحضرني اسمه أبدى استعداده منح الشركة جزءا من مزرعته دون مقابل، وذلك لاستخدامه في عمليات الفرز والتغليف التي من شأنها ضمان جودة المنتج قبل وصوله إلى السوق.
كل ما يمكن قوله إن شركة الجودة للفواكه والخضراوات بمنزلة العمل الوطني، ومن الواجب علينا جميعا دعمها من قبل مختلف شرائح المجتمع سواء من خلال المساهمة المادية وتملك الأسهم في هذه الشركة أو من خلال الدعم غير المباشر بصور مختلفة، فهذه الشركة من شأنها أن تفتح الباب أمام شركات أخرى بتخصصات مختلفة، والمستفيد الأول والأخير هو المواطن الكويتي والمقيم لينتهي العمل العشوائي والخدمة الرديئة ودفع الشركات الأخرى نحو المنافسة للحصول على رضا وقبول المستهلك.
شركة الجودة لنا جميعا وليست للمساهمين فيها والقائمين عليها فقط.. هذا ودمتم.
[email protected]