يوافق هذا العام اليوم الوطني الخمسين ويوم التحرير الثلاثين، وقد اعتدنا أن تكون الاحتفالات بتلك الأيام من خلال العروض المختلفة في الشوارع والأماكن العامة وبالمسيرات وإطلاق البالونات وترديد الأهازيج والأغاني الوطنية، لكن هذا العام يختلف عن بقية الأعوام، حيث إن انتشار فيروس كورونا المستجد وضرورة التباعد الاجتماعي لتلافي انتقال العدوى يحتمان علينا الابتعاد عن التجمعات والمخالطات لسلامة الجميع من العدوى، فكيف نحتفل هذا العام بهذه الأيام السعيدة؟
لابد من التفكير في طرق جديدة للاحتفال، وذلك قد يكون بالتجمعات عبر التطبيقات الإلكترونية مثل زووم أو غيره من التطبيقات وكذلك بالاحتفال مع الأهل والأسرة في كل بيت على حدة. والاحتفال لا يكون فقط بالاستماع للأغاني الوطنية ورفع الأعلام، لكن الابتعاد عن التجمعات قد يكون تعبيرا ممتازا لحب الوطن لمنع المخالطة مع الآخرين وكذلك بتنفيذ التعليمات الصادرة من البلاد بخصوص الوقاية من انتقال الفيروس للجميع.
إن وطننا الغالي لن يكون متطورا إلا بسواعد أبنائه المخلصين الذين يحرصون على انتهاء هذا الوباء والذين يقومون بتنفيذ جميع التوصيات والتعليمات التي تحمي أبناءه من العدوى بالفيروس. واحتفالنا هذا العام يجب أن يكون بالإبلاغ عن أي فساد وفي أي مكان لنستطيع تنفيذ وصية المغفور له بإذن الله أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، فلن ينهض الوطن إلا بعد مكافحة الفساد ومكافحة كل من تسول له نفسه إيقاع الأذى بالوطن.
إن الوطن هو مسقط الرأس ومرتع الطفولة والشباب ودفء الكهولة وهو الذي يكون كل شخص مستعدا لبذل الغالي والنفيس من أجله لأنه يشعر الجميع بالأمن والأمان والاستقرار فيه. ولابد من الجميع الحفاظ على الوطن سواء على نظافته وعدم إلقاء الأوساخ في الشوارع والحفاظ على المرافق العامة جميعها عند استخدام أي منها والعمل على حماية الوطن ضد أي خطر سواء كان داخليا أو خارجيا والحفاظ على موارد الوطن الطبيعية مثل الماء وعدم إهداره وتنفيذ القوانين المتبعة في الوطن سواء كانت قوانين السير أو تعليمات من الجهات المختصة بعدم التجمعات أو مخالطة الآخرين والالتزام بلبس الكمامات.
وكذلك لا نغفل العمل التطوعي الذي يعتبر خدمة جليلة للوطن ومساندة للمواطنين. فلنحتفل هذا العام ببيوتنا وبعيدا عن التجمعات ومخالطة الآخرين، وإذا كنا بحاجة إلى أي تجمعات فلتكن من خلال التطبيقات الإلكترونية، وهذه أفضل طريقة للتعبير عن حب الوطن الغالي الذي يجب علينا جميعا أن نحافظ عليه من الوباء، وكل عام وأنتم بخير وسعادة.