من خلال موقعي كعضو جمعية القلب الكويتية وعضو مجلس إدارة سابقا ومن خلال اهتماماتي بنشر أنماط الحياة الصحية والتوعية بها، حيث انها مسؤولية جمعيات النفع العام والمجتمع المدني ذات العلاقة بالصحة وهو ما يتطلب متابعة ما ينشر من تقارير وبحوث سواء من المنظمات الدولية أو من المراكز الوطنية، فقد شعرت بالقلق عندما نشر في التقرير الصحي السنوي لعام 2019 عن الصحة في الكويت بشأن ارتفاع معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب عن الأعوام السابقة وهو ما يظهر بوضوح في الشكل رقم 2.4 بالصفحة رقم 34 بالتقرير الصادر عن المركز الوطني للمعلومات الصحية.
وهذا المؤشر يستوجب الاهتمام من المتخصصين لأنه يعني أننا بحاجة إلى المزيد من برامج التوعية بالحياة والسلوكيات الصحية ومكافحة التدخين والسمنة وزيادة الوزن ونشر حملات التوعية بالتغذية الصحية ذات المحتوى العالي من الخضراوات والفواكه والألياف وذات المحتوى المنخفض من الأملاح والدهون والسكريات وممارسة النشاط البدني بانتظام.
أما الأسباب الأخرى لارتفاع معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب فمازالت تحتاج إلى دراسات علمية من جانب الاستشاريين والمتخصصين ولابد من توفير الدعم والتمويل لإجرائها وإعطائها الأولوية، حيث إن خفض معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية هو التزام وطني ضمن الالتزام بالأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي اعتمدها قادة ورؤساء دول العالم باجتماع الأمم المتحدة التاريخي في سبتمبر 2015 بنيويورك.
ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن كان من المتوقع أن يكون المؤشر المتعلق بوفيات أمراض القلب يتجه إلى الانخفاض وليس إلى الارتفاع كما هو منشور في تقرير صحة الكويت لعام 2019 وقد كان ذلك قبل جائحة كورونا التي قد تكون مبررا لأي تغييرات بالمؤشر للسنوات من 2020 وما بعدها.
والآن أعتقد أن خطط وبرامج التنمية والتعاون مع المنظمات الدولية يجب أن تشتمل على سياسات وبرامج ذات أهداف وغايات محددة للتصدي لهذا التحدي المتعلق بصحة القلب في الكويت والاستفادة من الخبرات الناجحة بكل مكان، لأن الاستثمار في صحة القلب مرتفع العائد.
وإن تقارير متابعة الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي تلتزم الدول بتقديمها للأمم المتحدة دوريا حتى عام 2020 يجب أن تتضمن ما تحقق لخفض معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب، بينما ما نشر في التقرير الصحي السنوي بالكويت هو العكس عما هو متوقع، فهل نحن نسير في الاتجاه الصحيح.. أم إننا في اتجاه عكس السير؟