قد تكون الذاكرة المؤسسية قد أصابها الوهن مع مرور السنين، ولكن من الضروري توثيق تاريخ أول جهاز رسم قلب وصل للكويت وأول جهاز أشعة وأول طبيب كويتي وأول ممرضة كويتية، بالإضافة إلى القوانين والقرارات التي تتعلق بالصحة والتي اتخذها عمالقة الطب من الرعيل الأول بموضوعية وإحساس مفرط بالمسؤولية والحرص على المصلحة العامة وأمن البلاد الصحي عندما كانت الميزانيات محدودة جدا في جميع المجالات.
ومن أهم الوثائق التاريخية التي يجب أن يضمها هذا المتحف هو وثيقة انضمام الكويت لعضوية منظمة الصحة العالمية ووثيقة المرسوم بقانون إنشاء وزارة الصحة العامة بعد أن كانت مجرد دائرة صحة الكويت.
وكذلك يجب أن يضم المتحف القرارات والصور ذات العلاقة بإنشاء كلية الطب في جامعة الكويت بعد أن كان الطلبة يبعثون للخارج لدراسة الطب.
ولا بد من توثيق بداية تخرج الأطباء والطبيبات الكويتيين في كلية الطب.
إن هذه الأحداث المهمة يجب حفظها وتوثيقها في المتحف الوثائقي وأن يكون تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة ليكون مشروعا وطنيا تشارك فيه جميع أجهزة الدولة وجمعيات النفع العام والمجتمع المدني.
إن إقامة مثل هذا المتحف سيصون تاريخ الكويت ويحميه من النسيان والعبث والتزييف والدولة من دون تاريخ لا يكون لها وجود بين الدول الأخرى العريقة بتاريخها الثقافي والصحي.
وتوثيق التاريخ الصحي في الكويت مهم جدا لأن ذلك سيصل الحاضر بالماضي ويكون الذاكرة المضيئة اليقظة التي يمكن الاستعانة بها من قبل الباحثين عند إجراء أبحاثهم.
ويبقى هذا المتحف مستندا دقيقا مؤكدا للجميع على مر الزمان وسيعرف الجميع مدى التطور الذي حصل في الصحة في جميع مجالاتها ومن الرعيل الأول الذين ساهموا في نهضة الصحة وتطورها وتقدم الكويت في الطب والصحة.