طريق الحياة لا يختلف كثيرا عن غيره من الطرق التي نسير عليها جميعا، وقد يكون طريق الحياة ممهدا ومرصوفا ومتسعا أو يكون مليئا بالمطبات والحفر ومزدحما، ولكن عليك أن تختار بين وصولك آمنا أو وصولك مبكرا، حيث إن لكل اختيار مميزاته وعيوبه.
فإن لزمت يمين الطريق فإن القيادة تكون أسهل وأخف ازدحاما بينما الوقت أطول، أما عند اختيارك الجانب الأيسر من الطريق فإن السرعة يجب أن تكون أعلى والتسابق في السرعة قد يؤدي إلى احتمالات أكثر للحوادث، وبين هاتين الطريقتين تصعب المفاضلة في العديد من الأوقات والمواقف، ولكن سرعة اتخاذ القرار المناسب تفرض نفسها دائما ولا تحتمل التأجيل.
وعادة ما نصف متخذي الجانب الأيمن من الطريق بالبطء والتحفظ، أما بالنسبة لمتخذي الجانب الأيسر فنصفهم أحيانا بالرعونة والاستهتار، ولكن علينا أن نراقب أنفسنا وعدم مراقبة الآخرين، فلكل ظروفه الخاصة واختياراته، ولو انصرف كل منا لمراقبة من على يمينه ومن على يساره فإننا بلا شك سننصرف عن التركيز في طريقنا وقد نضل الطريق وسنكون نحن الخاسر الأكبر، ولذلك قالوا لا تراقب الناس فمن راقب الناس مات هما.
ليس من أخلاق المسلم أن يراقب الآخرين، ولكن البعض ومع الأسف الشديد ينصرفون إلى متابعة غيرهم في أمور الدنيا والتدخل السافر في خصوصياتهم وهو ما يهدد الأمان في السير بطريق الحياة الذي يتسع للجميع دون مزاحمات سخيفة من بعض المتطفلين الذين نراهم حولنا في أشكال متعددة.
ومهما كانت صفة أي من هؤلاء فإنه لا يحق لهم التدخل في خصوصيات الآخرين ودس أنفهم فيما لا يعنيهم، إذ إن أي إنسان لا يتقبل تدخل غيره في مسيرة حياته مهما كان موقعه سواء من حيث القرابة أو الزمالة أو المصاهرة أو حتى الصداقة وقد تحدث العديد من الحوادث والنزاعات بسبب مثل تلك التدخلات غير المبررة وغير المقبولة في الخصوصية.
إن متخذ القرار سواء كان قراره الالتزام بيمين الطريق متحفظا أو اختيار يساره مغامرا فهو من يقدر الموقف ويتحمل المسؤولية دون تدخلات أو انتقادات ممن يشغلون أنفسهم عن طريقهم بتتبع غيرهم دون أي مبرر اجتماعي أو أخلاقي.
فلا تشغل نفسك بمتابعة الآخرين والزم يمين الطريق لتصل سالما إلى أهدافك.