عطست قناة السويس.. فأصاب الزكام تجارة العالم!!
ماذا حدث باختصار؟..
فى 23 مارس الحالى دخلت قناة السويس من الجنوب السفينة العملاقة إيفرجيفن مستأجرة للشركة العالمية «إيفرجرين»، والسفينة يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 60 مترا، وغاطسها 17 مترا، وكان الطقس سيئا وحسب وكالة «نوفوستى» الروسية فإن السفينة دارت حول نفسها أكثر من مرة قبل دخولها القناة، وهو ما فسرته وكالة «أسوشيتيدبرس» بأن عطلا حدث بأحد محركاتها قبل دخولها القناة.
ومع دخول القناة والسير لمسافة 9 كيلومترات، ومع وجود مرشدين اثنين من مرشدى القناة طلب أحد المرشدين أن تتجه السفينة درجتين لليسار، واستجاب القبطان، لكن أجهزة التوجيه لم تستجب فنياً ومع السرعة والرياح جنحت السفينة لتغلق ببدنها الضخم القناة.
اعتذرت الشركة المالكة اليابانية «شوى كى سن» للحكومة المصرية فورا.
وقامت لجنة إدارة الأزمات فى هيئة قناة السويس بعملها على الفور وبدأت بوضع سيناريوهات التعامل مع الموقف وهى لجنة يتمتع أعضاؤها بخبرات كبيرة واحترام دولى.
ومنذ ذلك الوقت يتم التعامل مع المشكلة فنيا، وتمت الاستعانة بشركة إنقاذ سفن هولندية عالمية، ويجرى تنفيذ السيناريوهات المتفق عليها سواء بسحب الرمال من حول مقدمة السفينة (التكريك)، ووضع وسادات هوائية عملاقة لتعويمها، وربما تخفيف الحمولة وقطر السفينة ومازالت المعالجات مستمرة.
.. نعلم أن الحوادث تقع، وأسبابها متباينة، بشرية أو تقنية أو طبيعية، ولكن لدينا ملاحظات عديدة على ما حدث:
1 - إغلاق قناة السويس ليس حدثا محليا، بل أمر يؤثر فى تجارة العالم واقتصاده، ولا يصح أن «نرتبك» إعلاميا لدرجة أن نظل يوما كاملا نستقى معلوماتنا من مصادر «غير مصرية»، وكذلك فعلت كل وسائل الإعلام الدولية، وللأسف لم يرتق إعلامنا كالعادة إلى مستوى الحدث.
2 - لا أعلم على من يقع اللوم: هل الهيئة العامة للاستعلامات التي لم تسارع منذ اليوم الأول، بل ومنذ الساعات الأولى لإقامة «مركز صحفى» حتى يتمكن المراسلون الصحفيون المتواجدون فى القاهرة من الحصول على الخبر والصورة والفيديو من مصر بدلا من البحث عنها فى الخارج.
أم نلوم هيئة قناة السويس التى لم تتضمن لجنة إدارة أزماتها متحدثا إعلاميا ومركزا إعلاميا لتزويد إعلام العالم بالحقائق.
أم نلقى باللائمة على إعلامنا الرسمي وشبه الرسمي والخاص الذي انتظر «التعليمات» أو تقاعس لست أدرى؟!
المهم أننا تركنا الساحة للمغرضين ومطلقى الشائعات للحديث عن «طشت أم وجدى» والقبطانة المصرية مروى السلحدار التى تقود السفينة وتعمدت الكارثة!! والمليارات التي ستدفعها مصر كتعويضات للعالم!!
للأسف.. وكالعادة.. لم يكن إعلامنا بمستوى الحدث وهو أمر جد خطير ويستحق وقفة جادة وحادة!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]